قصيدة منشورة بموقع الكتابة الثقافي
تاريخ 1 ديسمبر 2018
تمت مشاركتها ضمن فعالية مئة ألف شاعر للتغيير، بمكتبة الكتب خان بالقاهرة- جمهورية مصر العربية.
صورة للشاعرة أثناء إلقاء القصيدة في مكتبة الكتب خان بالقاهرة، ضمن فاعلية مئة ألف شاعر للتغيير
صباحات موحشة
إنها أحد تلك الصباحات التي أتوحش فيها محبتك بالكلية
أتعارك مع أمي لأنها حجبت عني الرؤية
أتعارك مع أخي لأنه لا يشبهك بالقدر الكافي
أتعارك مع الحلم لأنك بت بعيد الحضور
أتعارك مع الله- لأني أظن كثيراً- أنه تركني بمفردي
أعلم تلك الصباحات جيداً
التأكد من القدرة على التنفس بشكل منتظم
الربتة على الكتف أن كل هذا سوف يمر
إعادة مضغ العبارات الواحدة تلو الأخرى، دون السماح لأحداها أن تخترق الجدار
لا زلتُ أمارس لعبتي القديمة في الاختباء أسفل مكتبك الصاج القديم
أصنع عالمًا متكاملًا أعيش فيه بمفردي
أعقدُ صداقات متتالية مع أحذية العابرين
أروي حكايا لا تنتهي عن نبتة باللون الأزرق
تنمو ببطء في منتصف قفصي الصدري
تشدني من يدي شداً لتعيدني إلى الحياة
فلأخبرك إذن ما لا تود سماعه
الحياة لا تعبأ بك
لم تتوقف لحظة واحدة بفعل الغياب
السيارات لازالت تمر في شوارع المدينة تتقيأ الوسخ
طوفانٌ لا يكف عن الثرثرة لكي تتشوش الرؤية أكثر
لا يستدعي أحد ذكراك
شجر المانجو الذي زرعته في سبع سنوات
لم يبكيك
أصابعٌك التي خلّفتها على صفحاتٍ بيضاء بتوقيع اسمك كختم أبدي للمحبة،
تمّ استئصالها بفأس ذات نصل لامع
ثيابك التي بالغت في ابتياعها تمّ تعبئتها بعناية في حقيبة سوداء سيأكلها العفن لا محالة
أطفالك التي أورثتهم الوحشة، يتمترسون خلف جدار سميك من الوحدة
يكممون أفواههم لكيلا يشي نشيج قلبهم بهم في العتمة
الحياة لم تتوقف بالغياب
تسير وفق نوتة موسيقية لمغنٍ استيقظ فاقداً الصوت
تلك الصباحات التي أتوحشك فيها
هي ما يتبقي بيني وبينك
أتعارك لكيلا تنسل خيوط ذكراك من الذاكرة
غير أن ذاكرتي معك خاوية
وتاريخنا الشخصي
يحمل صورة وحيدة
احتفظ بها
لكيلا تصل إليها أصابع غضب قديم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق