الثلاثاء، 20 يونيو 2023

مسرحية "طقوس العبور"- منحة آفاق للكتابة الإبداعية

 "الإصدار الرسمي لكتاب "طقوس العبور 


عام 2021، حصل نصّي المسرحي "طقوس العبور" على منحة رعاية ودعم من مؤسسة آفاق للكتابة النقديّة والإبداعية.

كتبتُ هيكل النصّ الأوّلي، ظننتُ أني أبحر في عالم شخصيات درامية ستتشكل بإيقاعها عبر الصفحات، علمتُ أني أستطيع فعل ذلك، بل واستمتع به.
لم أكن أعرف أني سأكتب، أحذف، أمزق الأوراق،
أسير كيلومترات يوميًا لأن عِراكًا حدث بين الشخصيتين الرئيسيتين في الفصل الثالث وتسرب ثقل ألمهما إلىّ، فبكيت.
كنتُ أظن أني سأكتب عن عالمٍ يحدث "هناك"، في مكانِ ما على خريطةٍ تُدعى "الخارج"،
فإذا ببعضٍ من عالمي الداخلي يتماس، يتفتت، يُولد،ثم يتشكل بلونٍ رائق لم يزر مُخيلتي من قبل.
يذهب نصّي المسرحي" طقوس العبور" إلى المطبعة بعد ساعاتٍ قليلة،
الشخصيات التي سكنت عظامي لأكثر من عامين ستُغادرني مُودعة .
وهبني العمل على النص بكل شخوصه،
هدايا التحقق، التشكل، التجسد، الحضور الكامل.
وها هو يُهديني هدايا الغياب، وإني والله لراضيّة.
ستصبح الشخوص التي تنفسنا سويًا لأعوامٍ
نسخًا ورقية،
اقتباساتٍ في عالمٍ بوسع الكون، ربما
نسخًا إلكترونية، ربما
كل ما أرجوه الأن،
وأعلمه يقينًا أن يبقى النص يحمل هداياه المطوية ل"ناسه" أينما حلّ، وأينما استقر به المُقام.
بهذا الإعلام والإعلان عن الإصدار الرسمي لكتابي الثالث، ونصّي المسرحي الأوّل
سأتراجع خُطوة للوراء،
ليبقى النص،
شخوصه،
طيف الحياة بين صفحاته،
وتدفق الفعل اللامرئي بين الكتابة والقراءة، يحدث كما يُراد له.
راهنت مؤسسة ثقافية بحجم آفاق على مشروعي المسرحي الوليد، لم أكن أملك سوى الحُلم واليقين بأن لدىّ شىء أود أن "أزعج" به العالم الآن،
إزعاجًا يُشبه ماء قلبي، يمتزج باللطف، الشراسة، الحنو، الغضب، الحيرة، والكثير جدا من الحب لما أؤمن به.
أجدد امتناني لفريق عملهم ووجودهم الداعم في كل مسارات الارتباك والتيه.
شكرًا
💚
الآن
لحظة احتفالٍ بمثل تلك الرهانات، التي لايخسر فيها أحد،
وتدفعنا دومًا نحو مزيدٍ من الإيمان بكل تلك الأحلام الخجلى التي تسكننا ونسكنها،
مزيدٍ من وجودٍ يُشبه جوهرنا،
مزيدٍ من ألقٍ يُطمئننا أننا نسير في مساراتنا التي تشبه أرواحنا فلا نضل ولا نشقى.
مزيد من "الإزعاج" المُبدع لترك شيئًا جميلًا يبقى في المُخيّلة،
هكذا أحاول،
أؤمن،
أعبر
الحمدلله رب العالمين للأبد