‏إظهار الرسائل ذات التسميات ترجمة، نصوص، روحانيات، اللغة العربية الفصحى. مشروع 365 خفة.. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات ترجمة، نصوص، روحانيات، اللغة العربية الفصحى. مشروع 365 خفة.. إظهار كافة الرسائل

السبت، 2 فبراير 2019

أن أكبر



قرر والدي ذات يوم أن يعلمني كيف أكبر، 

ووافقته على ذلك بينما علت الدهشة أعين أطفالي ظانين أنها ليست 

بالفكرة السديدة.

اعتقد أطفالي، أني متى ما أتقنت الطريقة فسوف استخدمها بسهولة ولربما تسبب ذلك في قفزي عبر السنوات. طمأنتهم، أني سوف أتعلم "كيف أكبر" الآن 

وسأحتفظ بذلك في صندوق سحري لسنوات مقبلة. 

بالإضافة، هناك إمكانية إذا ما عثرت على الطريقة المثلي التي تجعلني "أكبر" فسيكون ذلك منفعة لأطفالي فيما بعد، بداخلي يود أن يصبح أمًا جيدة في كل شيء، أجيب على كافة أسئلتهم حتى تلك التي لم تطرق ذهنهم بعد.

ظلوا يرمقونني بنظرات متعجبة، ثم استسلموا في نهاية الأمر لرغبتي

أراد والدي أن نبدأ الدرس فورا

طلب مني الجلوس أمامه، كنت أوشك على الضحك حين تذكرتني على مقعد المدرسة الابتدائية، بينما والدي يقف أمامي مرتديًا روبه باللون الرمادي الداكن

"عليكي أن تتحلي بالصبر عزيزتي

الشيء الأساسي الذي سأوصيكي بفعله كل يوم عندما تستيقطين، عليك أن تمسي قلبك بكافة يديك. كل يوم افعلى ذلك"

قاطعته وكادت ضحكة تفلت من فمي، "بالطبع تلك صورة مجازية أبي"

"استعارة؟ لا انا اعنيها بالفعل كل صباح يجب أن تقومي بعدة تمارين لمفاصلك ولا تبالغي في ذلك. ثم ضعي يديك مثل الفنجان وطبقه يتوسطهما قلبك

"غمغمت في سري، بالطبع من السهل عليك قول ذلك أبي، فأنت في نهاية اليوم رجل لا تحمل جبلين على صدرك"

استطرد أبي قائلًا

بينما تحتضنين قلبك بكلتا يديك، اضغطي برفق حتى تصل إليك نبضاته، تتخلل أصابعك، تزحف تدريجيا نحو ذراعيك، تصل كدفقة ماء إلى أذنك اليسري

افعلي ذلك كل صباح

لا احد هناك يراقبك، أو يخبرك متسائلًا ماذا تفعلين

حينئذ، بينما تمسكين قلبك، تحدثي إليه

"نعم؟ ماذا تقصد أبي"

أخبري قلبك كل صباح جملة بسيطة تعنينها تمامًا، ولتكن قلبي الصغير الذي أحملك كطفل بين ذراعي كم أود منك ألا تنسى يومًا ما لماذا أنت هنا

أيها القلب، دع الدماء تتدفق كل يوم

لا تنس ذلك

لا تنس ذلك"

افعلي ذلك كل صباح

دون أن يراك أحد

كنت استمع إلى أبي

وظننت لوهلة أن قلبي- بينما احمله بين كفى- يبتسم

الاثنين، 7 يناير 2019

إيقاع أخرس!


لماذا "الخير" دومًا مرتبط بما سيحدث في المستقبل؟ 

يتنامى إلى مسامعك دومًا عبارات مثل "سأخطط للعام الجديد"، 

"سأضع على لائحتي أهداف جيدة لأفعلها"، 

"سأحرص على تناول طعام جيد الشهر القادم".

لماذا نحن مهتمون بفعل أشياء "أخرى"، 

ولماذا عادة الأشياء الأخرى هي "جيدة" وستحدث على مرمى البصر في المستقبل؟

إن طرح مثل تلك التساؤلات يعد جريمة نكراء في زمن يتسابق فيه الجميع لتقديم خطط موضوعة مسبقًا، مختومة بأزمنة لم تأت بعد. 

إن مجرد طرح مثل تلك التساؤلات من شاأنه أن يهدم نظامًا اجتماعياً كاملًا قائمًا على اللهاث نحو "مستقبل". هل تدركون تلك اللحظة التي يتوقف بها الحمار ليرى أن الجزرة التي كان يسعى لالتهامها قد كانت مربوطة حول عنقه طيلة الوقت، ترى ماذا سيشعر حينئذ؟.

أي مستقبلٍ تبحثون عنه وتلهثون وراءه بينما لا تعلمون على وجه الدقة أين تقفون الآن في حاضركم.

أي مستقبلٍ ترسمونه بينما لا تملكون السيطرة قيد أنملة على نَفَسٍ واحد تحتفظون به بداخلكم دون أن تطلقوا سراحه لتكتمل دورة التنفس بالزفير.

نحن منخرطون في اللهاث نحو خطط مستقبلية لأننا فقدنا حاسة الرؤية، نحن لا نبصر ما في أيدينا اليوم، فقدنا القدرة على تذوق متعة أن يكن لدينا حاضرًا ممتلئًا بحضورنا الكلي. غادرت أعيننا لتبحث عن شيء "آخر" في زمن "آخر" وأصبح لدينا يقين أن هذا سيمنحنا الخير". نحن محاصرون في الخطيئة المستمرة أن شيئًا ما سيعبرنا دون أن نتمكن من الإمساك به والسيطرة عليه، بينما الشيء الوحيد الذي يمكننا الحصول عليه هو ما يحدث في لحظتنا الآنية.

لم يعد بمقدرونا إبطاء الإيقاع المتسارع نحو المستقبل دون أن نتعثر بأحجار متراكمة تذكرنا بأننا يجب أن نهرول.

إن التأجيل والهرولة كلاهما فعل مقاومة لزمن لا يمكن السيطرة عليه بالأساس. 

غير أن في كل مرة نهرول، 

في كل مرة نبطيء دون أن ننظر، 

ينفلت من بين أيدينا ال"جزرة" الوحيدة التي بمقدرونا الحصول عليها الآن.

تحولنا إلى مجتمع من أطفال يبدون بهيئة البالغين، 

يُهييء إليهم أنهم يصنعنون حضارة، 

جوهرها هو خيبة الأمل المزمنة لعدم قدرتهم على ملاحقة المستقبل والإمساك به. 

أصبحنا مجتمع من أطفال عاجزين عن النضج أو رافضين له، 

كل ما يفعلونه في حاضرهم هو تهشيم كل ما تصل إليه أيديهم من "لعب"، 

ثم ينخرطون في نوبات غضب طفولية ليهرع إليهم أحد لينقذهم بتقديم لعب "أخرى".

آلان واتس

Just exactly what is the “good” to which we aspire through doing and eating things that are supposed to be good for us? 

This question is strictly taboo, for if it were seriously investigated the whole economy and social order would fall apart and have to be reorganized. 

It would be like the donkey finding out that the carrot dangled before him, to make him run, is hitched by a stick to his own collar. For the good to which we aspire exists only and always in the future. 

Because we cannot relate to the sensuous and material present we are most happy when good things are expected to happen, not when they are happening. We get such a kick out of looking forward to pleasures and rushing ahead to meet them that we can’t slow down enough to enjoy them when they come. 

We are therefore a civilization which suffers from chronic disappointment — a formidable swarm of spoiled children smashing their toys.

Allan Watts


الأربعاء، 26 ديسمبر 2018

عن الخوف !



 هل يمكن لأيًا منّا أن يتخلص بالكلية من مخاوفه؟
 لننظر أولًا ما الذي يفعله الخوف بنا: الخوف يغذي أوهامنا عن أنفسنا والعالم، المخاوف تحاصر عقلك من الجهات الأربع، تفرغه من كل محاولة للتقدم للأمام، ومن ناحية أخرى تملؤه بكل ما يكبلك لينتهي بك الحال متكورًا حول ذاتك أو صورة عن ذاتك في ماضٍ لم يعد موجودًا سوى في عقل ملبد بالخوف

أينما ترعرع الخوف، تقهقرت الحرية، وأينما انعدمت الحرية لن تجد يومًا الحب في أيًا ما تصنعه.
جميعنا لدينا مخاوف، البعض يخاف من الظلام، آخرون يتوجسون خيفة من رأى الآخرين بهم، هناك من يخاف من الثعابين، البعض يخاف من التقدم بالعمر، لدينا الخوف من أن يصيبنا المرض، وأيضًا الخوف من الموت.
لدينا أطنان مكدسة من الخوف، هل يمكن لأحدنا بالفعل أن ينحي كل تلك المخاوف جانبًا؟

يمكنك أن تمعن النظر فيما يصنعه الخوف بأحدنا الآخر، الشخص الخائف عادة ما يتورط في الكذب أيَضا، ينسج حوله سلسلة من الأكاذيب لكيلا تشي به رائحة الخوف. الشخص الخائف يتوقف عقله عن ولادة أية أفكار تحرره، هو سجين مخاوفه. الشخص الخائف ينكر على عقله كل تلك الأماكن المعتمة التي لا يستطيع الوصول إليها خشية أن تؤلمه حقيقة الكشف عنها.

علينا أن نميز بين هذا الخوف الفطري الذي يحمي غريزة الحياة بداخلنا، كأن تستشعر بطريقة غريزية مكامن الخطر مثل خوفك الذي يدفعك بعيدًا عن حافة الجرف أو الخوف الذي يحيل بينك وبين السقوط تحت عجلات العربة أو الخوف الذي يحمي جسدك من الاقتراب من أفعى سامة. إن مثل هذا الخوف، أستطيع أن أخبرك أنه خوف صحي. غير اني أود أن أستوضح نوعًا آخر من الخوف الذي يجعل الإنسان في حالة هلع - دون مبرر لها- من الإصابة بمرض أو الموت أو مجابهة أو عدو ما.

عندما يسعى أحدنا للتحقق بأى طريقة ما، كأن يجد ضالته في الموسيقي أو الرسم أو العلاقات الإنسانية أيًا ما يرغب في إفناء ذاته فيه، فإنه في نفس الوقت تنبت في أحشائه مخاوف. 
سيكون هناك دائما الخوف يقبع في ركن ما، لن أقدم لك حلًا سحريًا للمضى في الحياة دون الالتفات إليه، غير أنه ما يسعني قوله هو لن تتمكن من معالجة ذلك بوضع مخاوفك في ناحية والهروب في الناحية المقابلة بتلك البساطة . 

أريد منك حين تجتاحك مخاوفك أن تبقى ، 
راقب، 
تعلم مما يمكن أن تخبرك به مخاوفك التي تنبت في صمت، 
كيف تكونت، 
من أين أتت، 
كيف تتغذى، 
ما الذي يجعلها تتوهج في وقت وتنطفيء في وقت آخر. 
أقبل إليها بفضول الذي يود أن يتفحص، 
يراقب، يتعلم دون أن يسبغ عليها أي صفة تجعلها تراوغ هي ذاتها وتختبيء، 
أو تحجب عنك كشفًا تود الوصول إليه
حينئذ شيئًا فشيئًا ستتحرر من خوفك القديم ومن كل خوف قادم.
فقط ابق، 
راقب، 
تعلم بفضول
ما يود الخوف أن يخبرك به.
*******
كريشنامورتي- عن الخوف

        Is it possible for the mind to empty itself totally of fear? Fear of any kind breeds illusion; it makes the mind dull, shallow. Where there is fear there is obviously no freedom, and without freedom there is no love at all. And most of us have some form of fear; fear of darkness, fear of public opinion, fear of snakes, fear of physical pain, fear of old age, fear of death. We have literally dozens of fears. And is it possible to be completely free of fear?

        We can see what fear does to each one of us. It makes one tell lies; it corrupts one in various ways; it makes the mind empty, shallow. There are dark corners in the mind which can never be investigated and exposed as long as one is afraid. Physical self-protection, the instinctive urge to keep away from the venomous snake, to draw back from the precipice, to avoid falling under the tramcar, and so on, is sane, normal, healthy. 

        But I am asking about the psychological self-protectiveness which makes one afraid of disease, of death, of an enemy. When we seek fulfillment in any form, whether through painting, through music, through relationship, or what you will, there is always fear. So, what is important is to be aware of this whole process of oneself, to observe, to learn about it, and not ask how to get rid of fear. When you merely want to get rid of fear, you will find ways and means of escaping from it, and so there can never be freedom from fear.

J. Krishnamurti- On Fear

السبت، 8 ديسمبر 2018

الرحمة


قبل أن تخبر تعريفًا للرحمة،

سيتوجب عليك أن تختبر مرارة فقدان كل شيء.

في غمضة عين يتهاوى كل ما حلمت به لمستقبلك

يختفي كحفنة ملح تذوب سريعًا


وسط حساء يتم طهوه على نار هادئة

***

كل ما ظننت أنك قابض عليه بكلتا يديك،

كل ما اعتبرته قيّمًا وخبأته بعناية عن أعين الناظرين،

كل ذلك سيزول

لترى كيف يمكن للأرض المترامية أن تغدو مجرد قفارًا وهى تجثو أمام الرحمة

***

 

في صبيحة كل يوم تركض وتركض للحاق بعربة تظنُ أنها لن تتوقف أبدًا.

يخدعك المسافرون بجوار النافذة

يرمقون العالم من خلف النافذة، بينما

يحملون شطائر الدجاج المغمسة بالمايونيز

 تقع في الفخ أنهم سيقبعون هناك للأبد.

****

لكي تشير بسبابتك أين تقف على خريطة الرحمة

ستتيه لتجد رجل يرتدي زيًا هنديًا قديمًا متكومًا على قارعة الطريق

تقترب

ستدرك كم كان من الممكن أن يكن أنت،

ستعي كم أنتما متشابهان

هو- أيضًا- ارتحل ذات مساء واضعًا في جيبه خطط عدة

وأتكأ على ثروته المخبأة في كل شهيقٍ وزفير.

ستعيدك جغرافيا كل شيء إلى مركز روحك، هناك تتجذر الرحمة

****

لكى تصل إلى الرحمة وتسجد مستسلمًا

ستعبر فوق كل ما خبأته بعناية من أحزانٍ سابقة

سيتساقط كل شيء

كشجرة تخلع عنها أوراقها

تستيقظ صباح يومٍ ما، والحزن ينظر إليك في العينين ينتظرك لتحدثه

ستبني بيديك العاريتين جسراً

ستعبره لتتعرى شيئًا فشيئًا كاشفًا موضع هشاشتك

كخيطٍ نافرٍ، سينسل الحزن يكرّ أحزانك القديمة

ستنظر كما كان مهترئًا هذا القماش منذ أزمنة.

حينئذٍ سترى بماء قلبك، ماذا تعنيه الرحمة

ستتعطل اللغة

غير أنك تجد نفسك من جديد قادراً أن تربط حذاءك

ستضع خطوة أمام الأخرى لترسل كومة الخطابات تلك،

ستبتاع في طريق العودة، خبزًا طازجًا

ستسمع صوتًا يهمس لك وسط  صخب المدينة

"أنا من كنت تبحث عنه في كل شيء"

سيغمرك الصوت بالكلية

سيمشي كلاكما في معية الآخر

كظل

أو كصديق

ستعي حينئذٍ ما الرحمة.

ناعومي شهاب ناى

Kindness

Before you know what kindness really is
you must lose things,
feel the future dissolve in a moment
like salt in a weakened broth

 .
What you held in your hand,
what you counted and carefully saved,
all this must go so you know
how desolate the landscape can be
between the regions of kindness.
How you ride and ride
thinking the bus will never stop,
the passengers eating maize and chicken
will stare out the window forever.

Before you learn the tender gravity of kindness,
you must travel where the Indian in a white poncho 
lies dead by the side of the road.
You must see how this could be you,
how he too was someone
who journeyed through the night with plans 
and the simple breath that kept him alive.

Before you know kindness as the deepest thing inside, 
you must know sorrow as the other deepest thing.  
You must wake up with sorrow.
You must speak to it till your voice
catches the thread of all sorrows
and you see the size of the cloth. 

Then it is only kindness that makes sense anymore,
only kindness that ties your shoes
and sends you out into the day to mail letters and 
     purchase bread,
from the crowd of the world to say
it is I you have been looking for,
and then goes with you every where
like a shadow or a friend.



السبت، 1 ديسمبر 2018

إلى أولئك المتعبين!


لقد قطعنا مسافات طويلة لكل أرض لا تشبه جذورنا

الروح حاضرة الآن

تهمس لك بخفية لكى تعود

فلتلتمس من حواسك ملاذا

وتدعها تشدك من يدك لتريك كافة المعجزات الصغيرة

التي ضيعتها في لهاثك في حياة سابقة

دع روحك تتعلق بحبات المطر وهي تسقط في بطء وتتحرر

قلد البرق في نورانيته

والتسبح روحك في بحر لون أبدي ينير بيائه عتمة اليوم

فلتجلس بجانب الحجر ولتستمع إلى صمته

حتى تتسلل إليك منه هدوءه وسكينته

كن رحيما بنفسك

كن مفرطا في ذلك.

إلى أولئك المتعبين- جون أودنهو.


You have traveled too fast over false ground;
Now your soul has come, to take you back.

Take refuge in your senses, open up
To all the small miracles you rushed through.

Become inclined to watch the way of rain
When it falls slow and free.

Imitate the habit of twilight,
Taking time to open the well of color
That fostered the brightness of day.

Draw alongside the silence of stone
Until its calmness can claim you.

Be excessively gentle with yourself.


John O'Donohue-  'For One Who is Exhausted'


الجمعة، 16 نوفمبر 2018

رؤيا


أنا أتفهم، لا بأس في ذلك. 

الحلم العاجز بالوجود بالكلية، 

ليس أن تبدين بل أن تكوني. 

في كل لحظة واعية، 

هناك ضوء أحمر بانتظارك. 

الهوة الساحقة بين ما أنتِ عليه مع الآخرين وبين ما أنتِ عليه حينما تنفردين بذاتك. 

أنا أعلم ذلك الدوار، النهم الشديد المستمر لأن تصبح أحشائك خارجك، 

أن تتعري بالكلية، 

أن تتجلى الحقيقة من خلالك، 

أو تلك الرغبة العارمة في أن يتم محوك بالكلية ودمارك. 

كل إيماءة، 

كل انثناءة، 

كل ضحكة،

 كل تكشيرة هي كذبات جديدة.

هل ستنهين كل ذلك الألم بالانتحار؟ 

لا أعتقد، إنه مبتذل لكِ.

عوضاً عن ذلك، سترفضين الحركة، 

سترفضين الكلام، 

سترفضي أن يلوك فمك كذبات جديدة. 

ستنغلقين على ذاتك بمتاريسك المعتادة. 

حينئذ لن تضطري للعب أي أدوار، 

أو القيام بأية حركة خاطئة.

هكذا تظنين.

الواقع أفعى شيطانية.

ستتسرب الحياة شيئاً فشيئا حيث تختبئين. 

إن مخبأك ليس منيعاً كما ظننتي. 

ستجبرك الحياة أن تتفاعلي.

لا أحد يطلب منكِ الصواب أو الخطأ، 

لا أحد يهتم إنك كنتِ حقيقية أو تدعين. 

إن هذه الأشياء تصنع فارقاً فقط على خشبة المسرح، 

ولأخبرك شيئاً لربما هناك أيضاً لا وجود لذلك.

أنا أتفهم لماذا ترفضين الكلام،  

ولماذا ترفضين الحركة، 

ولماذا تلعبين دور اللامبالاة المصنوع بعناية من أعماق ذاتك.

أنا أتفهم، 

في حقيقة الأمر أنا معجبة بقدرتك على فعل ذلك 

فالأمر يتطلب قوة ذهنية قوية.

أنا أتفهم أن هذا الدور يجب أن تلعبيه للنهاية، 

لذلك الحد الذي تملين منه، 

عندئذ ستتركينه، 

ستضعينه جانباً مثل كافة الأدوار 

التي تركتيها من قبل واحداً تلو الآخر.