الجمعة، 16 نوفمبر 2018

رؤيا


أنا أتفهم، لا بأس في ذلك. 

الحلم العاجز بالوجود بالكلية، 

ليس أن تبدين بل أن تكوني. 

في كل لحظة واعية، 

هناك ضوء أحمر بانتظارك. 

الهوة الساحقة بين ما أنتِ عليه مع الآخرين وبين ما أنتِ عليه حينما تنفردين بذاتك. 

أنا أعلم ذلك الدوار، النهم الشديد المستمر لأن تصبح أحشائك خارجك، 

أن تتعري بالكلية، 

أن تتجلى الحقيقة من خلالك، 

أو تلك الرغبة العارمة في أن يتم محوك بالكلية ودمارك. 

كل إيماءة، 

كل انثناءة، 

كل ضحكة،

 كل تكشيرة هي كذبات جديدة.

هل ستنهين كل ذلك الألم بالانتحار؟ 

لا أعتقد، إنه مبتذل لكِ.

عوضاً عن ذلك، سترفضين الحركة، 

سترفضين الكلام، 

سترفضي أن يلوك فمك كذبات جديدة. 

ستنغلقين على ذاتك بمتاريسك المعتادة. 

حينئذ لن تضطري للعب أي أدوار، 

أو القيام بأية حركة خاطئة.

هكذا تظنين.

الواقع أفعى شيطانية.

ستتسرب الحياة شيئاً فشيئا حيث تختبئين. 

إن مخبأك ليس منيعاً كما ظننتي. 

ستجبرك الحياة أن تتفاعلي.

لا أحد يطلب منكِ الصواب أو الخطأ، 

لا أحد يهتم إنك كنتِ حقيقية أو تدعين. 

إن هذه الأشياء تصنع فارقاً فقط على خشبة المسرح، 

ولأخبرك شيئاً لربما هناك أيضاً لا وجود لذلك.

أنا أتفهم لماذا ترفضين الكلام،  

ولماذا ترفضين الحركة، 

ولماذا تلعبين دور اللامبالاة المصنوع بعناية من أعماق ذاتك.

أنا أتفهم، 

في حقيقة الأمر أنا معجبة بقدرتك على فعل ذلك 

فالأمر يتطلب قوة ذهنية قوية.

أنا أتفهم أن هذا الدور يجب أن تلعبيه للنهاية، 

لذلك الحد الذي تملين منه، 

عندئذ ستتركينه، 

ستضعينه جانباً مثل كافة الأدوار 

التي تركتيها من قبل واحداً تلو الآخر.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق