الأحد، 10 مارس 2013

وشم

 تدوينة


لوحة فنية- وشم


لما رشدي أباظة في فيلم تمر حنة راح راسم البت تمر حنة علي صدره علشان يوثق قصة حبه ليها و لما خانته البنت تمر راح جايب زونفل (الممثل اللي مش عارفة اسمه) و راح شال الوشم بمية النار و معرفناش هو انكوي من ميت النار و لا انكوي من احساس الغدر و الخيانة أكتر

ساعتها ابتديت اتعلم عن الوشم...عن الحدوتة الي بتترسم علي الجسم

زي ما بنرسم في البورتريهات و الصفحات البيضا....البعض بيشوف ان صفحة جسمه ممكن تكون مساحة لأنه يوصل حدوتة شخصية بيه هو

الوشم اللي موجود في القري هو للحسد....او لمنعه بمعني أصح.....الناس بتتوشم علشان مصدقة انهم قاعدين باصين علي بعض و حاسدين بعض فلما تيجي تبصلي بعين ردية يقوم ايه الوشك يكسر شوعاع الحسد اللي هيفلق الحجر دوت....و بصراحة انا لغاية دلوقتي مش قادرة أفهم هي المجتمعات البسيطة ديت يا تري موشمومة بالتدين الفطري و لا لسه عايشة في مية الاناناس و لا هم ملحدين بس مش واخدين بالهم لأنهم في اوقات بيؤمنوا بيه كقوة عليا و خاصة في لحظات البؤس اللي مبتفارقهومشي و في معظم سلوكياتهم مؤمنين بكل حاجة إلا هو....ما علينا

الوشم اللي موجود في المجتمعات الاكثر انفتاحا....مساحة او فكرا بيكون علشان يوصل رسالة "تمرد" مش بتاعت مصر....تمرد علي القوانين السلطوية اللي بتتدخل حتي في جسمك و بتشوف ان من حقها شكله يكون ايه و تقولك انت تعمل فيه ايه بالظبطو علشان كدهوت اول حاجة بيعملها المراهق في المجتمعات المنفتحة المفتوحة ديت انه "يوشم" نفسه علشان يطلع لسانه لقوانين المجتمع الابوي دوت

الوشم في الخليج انا شفته ليه معاني الزينة لدرجة ان الستات بتموت بعضيها في الصالون علشان تعمل رسومات الحنا و استحالة تروحي فرح متلاقيش الوشومات رايحة جاية.....و الي بشوفها انها بدون معني حقيقي....مافيهاش قصة مجرد زيطة علي الايد و الرجل علي الفاضي....بيحاولوا يداروا بصخب الرسم "خواء" المعني في اي حاجة بيعملوها.....اهي عادة لازم نمشي عليها

اللي مهتم ممكن يتستمتع بقراية تاريخ الوشم في الحضارات القديمة و حواديته و هيلاقي حاجات مبهرة بصراحة تقولك يا تري المجتمعات البدائة لما بتتطور...الوشم بياخد أنهي شكل معاها

طيب الرغي دوت هيودينا علي فين

ان الوشم اللي بيترسم حدوتة علي الجسم.....بعض المجتمعات بتستحدث "أوشام" تانية توشم و توصم بيها الناس في مجتمعاتها و بتستحدث آليات فرز جديدة علشان تخليهم مميزين

أنا مش هقول ايه

انا هسيب كل واحد يركب حصان خياله و يدور علي ال"وشم" في مماراستنا اليومية

و هتلاقي ان كلنا بنقع في الغلط اللاارادي التصنيفي التعمدي الواشم لتصرفات الغير

الوشم و الوصم اللي بنلاقيه في خانة البطاقة

الوشم و الوصم اللي بنلاقيه في طريقة الزي

الوشم و الوصم اللي بنلاقيه و انت منين من بحري و لا من الصعيد

الوشم و الوصم اللي بنلاقيه و انت كلية ايه بقي يا تري

الوشم و الوصم اللي بنلاقيه في الحالة الاجتماعية

الوشم و الوصم اللي بنلاقيه في ...........

مش هقول.....كملوا انتو بقي

و دوروا علي الوشم....اللي ممكن جدا يكون حالة زينة مبهجة....او حالة تمرد عارضة و ممكن برضه يكون حالة وصم عجيبة بنفضل نفتت بيها الكيان الانساني لغاية ما نفصل "انسان" يشبهنا احنا و يشبه ال"وشم" اللي علي صدرنا علشان نبقي زي رشدي أباظة في الفيلم

شوية يحطه...و وشوية يشيله بمية النار

و برضه دي وجهة نظر...موشومة

حيطان

 مقالة منشورة بجريدة الأهرام- جمهورية مصر العربية

تاريخ 10 مارس 2013


لوحة فنية

حيطان

مش عاجبك اضرب دماغك في الحيطة (المثل الأكثر استسهالا في انهاء اي مناقشة بين طرفين واحد شايف نفسه

 انه طرف علوي و التاني قاعد تحت رجليه المفروض يقوله حااااااضر)

امشي جنب الحيطة يا حبيبي علشان محدش يضايقك (وش أي أم بتحمي ولادها من مجتمع هي بكامل ارادتها ووعيها اختارت انهم يتولدوا فيه و إذا فجأتن بعد ما جابتهم للدنيا اكتشفت انه مجتمع زبالة فاتشعلقت بيهم و بالحيطة)

ضل راجل ولا ضل حيطة (المثل الخايب اللي بتقوله الستات الخايبة في القعدات الأخيب بتاع و اللي المفروض اللي يعترض عليها الرجالة مش الستات خالص يعني ايه راجل طويل عريض بشلنكبات كدهوت و عدد اتنين موجنص في مناطق متفرقة من جسمه يقبل ان يبقي اقصي انجازه في الحياة و سقف طموحه انه يتقارن بحيطة"

"بيمشي علي الحيطة و بيقول يا رب سلم"

ده مثل تخويفي تحذيري من بتوع لا تشرب الدواء الدواء فيه سم قاتل يا احمد ابراهيم علشان لو رجلك هوبت ناحية الحيطة و فكرت مجرد تفكير انك تنط و لا تمشي عليها مش هتلاقي حد ينفعك...حتي ربونا برضه نفض ايديده منك....و النبي مجتمع بيدلدق بؤس و مصر يعاملك زي البيضة بتاعت أليس في بلاد العجائب اللي بقي كل همها انها متقعشي و هي ماشية علي طرف الحيطة....و نسيت انها تبص من موقعها الاستراتيجي فوق الحيطة المزعومة...يمكن تلاقي مكان تنط عليه

و اذا خلصت من فكرة ال"حيطان" في الموروث الدماغي السلوكي في المجتمع الأسمنتي دوت تخش علي البيبان

"الباب اللي يجيلك منه الريح سده و استريح" طب مش يمكن لما تفتحه يبقي علي الاقل كسرت رهبة الخوف من اللي وراه و ليكي يا سيدي اجر المجتهد ان اصا ب او اخطأ....بتقفل البيبان ليه يا عدو البيبان

المجتمعات اللي بتقدس ال"حيطان" شكلا و معني و عمقا

ال"حيطان" اللي بتحد من الرؤية

ال"حيطان" اللي بتقفل عليك مية و نور و نفس

ال"حيطان" اللي بتفضل تقنعك ب "خليك في اللي جوه الحيطة و مالكشي دعوة باللي براها احسن ياكللك العووووووو

ال"حيطان" اللي بنضيع عمر و احنا عمالين نعليها و نعليها و احنا فاكرين ان احنا بنحمي روحنا الشفافة الرقراقة..طب بنحميها من ايه مش مهم تعرف بس اكيد يعني ورا الحيطة فيه ابو رجل مسلوخة....

الحيطان اللاي بتختصرو بتختزل حياتنا و مفهومنا عن المناطق الآمنة....اللي بنضطر نبلبع حبوب الشجاعة علشان نغادرها و نقاومها و نتغلب عليها....مع انها أصلا مش موجودة و لا تستحق المعاناة دي كلها

و بنبني معاها سجون بايدينا....بتمنعنا ان احنا نشوف الحياة بزوايا اخري....و نبص علي مدد الشوف...و يمكن لما نهدها نلاقي فعلا ابو رجل مسلوخة....مش يمكن يطلع كائن متوحش مسلي....و رجله اتسلخت في ظروف قدرية هو مالوش ذنب فيها...هو مجدر كان جزء من توليفة الاسطورة.....و يمكن برضه يطلع كائن بيفح نار و هيشوشحك....و ماله....متقنعنيش ان قعدتك ورا الحيطان متدفي مطورتشي عندك أي اسلوب من أساليب الفرز و المقاومة و التغيير و مجواجهة الخطر او الوحوش....ايه مطورتشي...حبيب ماما انت و الله...خليك قاعد

في لحظة بتكتشف ان الحياة اللي انت بنيتها و علتها مكنتش اكتر من حيطان....في دماغك انت و بس...طبعا جزء كبير من الطوب اللي فيها اتبني و اتحط بايادين فواعلية محترفين من المجتمع و الناس و الدين و انا و انت و رقصني يا جدع علي مونا و نص

بس اللي ينفع يتقال ان ممكن جدا تعيش حياتك

من غير حيطان محتاجة تتزق

و لا بيبان محتاجة تنفتح

برطم عليها التعويدة السحرية...و قولها "بخ" او "آبرا كادابرا كدهوت" و هتلاقيها في لحظة بخ فنيتو

حتي الثقوب الموجودة في الحيطةو عشنا و احنا في محاولات عقيمة علشان نسدها و هي في حقيقة الأمر ثقوب...خواء أينعم.....بس هي نوع الثقوب اللي موجودة علشان يتسلل منه الضي

الثقوب الموجدة في جدران روحنا.....هي مساحات لكي يتسلل منها احساس اننا غير مكتملين

نحاول جاهدين أن نكتمل بالأشخاص و الأشياء و الأوطان....ولحظات البهجة المسروقة من عمر الزمن

و مافيش داعي أصلا نكتمل