الأربعاء، 14 أكتوبر 2015

و عندك ربع كيلو "طاقة إيجابية" و باتنين جنيه "بهجة" و متنساش السلطات!

 مقالة منشورة على موقع "زائد 18" بتاريخ 15 أكتوبر 2015

موقع زائد 18 موقع مصري شبابي شامل مستقل مخصص لنشر مقالات الرأي في المجالات المختلفة. يهدف لإتاحة منصة حرة للشباب للتعبير عن أرائهم دون قيود ودون تدخل من إدارة الموقع. يصدر عن مؤسسة زائد 18 للنشر.

مقالة: "وعندك ربع كيلو طاقة إيجابية!"- زائد 18

و عندك ربع كيلو "طاقة إيجابية" و باتنين جنيه "بهجة" و متنساش السلطات!

منذ فترة ليست بالقصيرة ظهر علي مواقع التواصل الاجتماعي مصطلح "الطاقة الإيجابية"،و في بداية ظهوره اقترن بجزء كبير من محاضرات التنمية البشرية الهادفة لإشاعة روح التفاؤل والأمل الداعمة والمطلوبة عند مرور البعض بلحظات إنسانية هشة تتطلب وجود دعم نفسي حينئذ. وعلي الرغم من الجدل الخاص الجدير بالطرح حول "التنمية البشرية" هل هي بالفعل علم حقيقي أم مجرد حالة من الوهم يلجأ إليها بعض المعالجين النفسيين أو المدعيين للإيحاء لمرضاهم أنهم قادرون علي تحمُّل مشقات الحياة، إلا أن المصطلح لم يتم طرحه كجزءٍ من كلٍ يمكن الأخذ به و الرد عليه بقدر ما تمّ التعامل معه شيئا فشيئاً علي أنه نظرية غير قابلة للدحض أو التفنيد، بل و ظهر لدينا أتباع الدين الجديد "ديانة البهجة" و متبعي طقوس "الطاقة الإيجابية". و خلونا نتكلم أن الموضع ابتدى بمجرد تبادل صور يمكن تصنيفها تحت تيكت انها صور "مبهجة" وتكون عادة إما لقطات لأشخاص مبتسمون دون أن يخبرنا أحدهم هل هم مبتسمون بالفعل لأن هناك ما يستحق الابتسام، أم أن لديهم قصة تروى لم نعرفها فهي أعمق من مجرد ابتسامة عابرة أم أن الأمر أتفه من كل توقعاتنا و أن تلك الصور "المبهجة" لم تكن سوى بعض المتطوعين الذين طلب منهم أن يقفوا لأداء مهمتهم أمام الكاميرا وصودف أن مهام وظيفتهم هي الابتسام!

 جميع الاحتمالات ممكنة، و جميع الطرق تؤدي إلى نتيجة واحدة و هي إشاعة جو من التفاؤل و السعادة بألوان قوس قزح، فلا أحد يريد أن يفتح عينيه صباحاً علي مأساة أو خبر مفجع. ثم أخذت الديانة في التشكل لتبدأ مرحلة التبشير بالدعوة و ذلك من خلال هاشتجات توثيقية مثل "بهجة/فرحة/ سعادة/ بلالين/ النور اللي في اخر النفق/ بهججة/ براح/ زقططة" و غيرها مما جعل دائرة المريدين تتسع لتضم الدعوة عدداً لا بأس به من الناس العابرين. قد يبدو الأمر حتي هذه اللحظة لاشيء يدعو للاهتمام أو التوقف، فالأمر لم يخرج من نطاق المشاركة الإنسانية و التواصل و هذا أحد أهم أسباب التواجد علي شبكات التواصل الاجتماعي، بالإضافة أن بحث الشخص عن السعادة و ما يروق له هو حق إنساني أصيل.

جاءت اللحظة الحاسمة بانتصار الديانة الجديدة فأصبح لدينا عالما متكامل الأركان  من "البهجة" دون تساؤل هل هي حقيقية أم مجرد لقطة عابرة من كاميرا مصور زهقان و هل تصلح بالفعل كفعل مقاومة حقيقي. من يعمل في مجال الطب يعلم أن هناك ما يسمى ب placebo و يمكن تفسيره بإعطاء بعض أنواع المرضى "دواء" هو في حقيقة الأمر عدد من الفيتامينات التي لا ضرر منها و قد لوحظ أن حالتهم المرضية تتحسن بالفعل. لم تعد ديانة "البهجة" و طقوس "الطاقة الإيجابية" مجرد "دواء" لبعض مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي، بل تحولت الديانة الجديدة لأداة تمييزية ونبذ لمن رفضوا إعلان الشهادة أو الطواف حول كعبتها. أصبح لدينا الآن مصطلحاً يتم استخدامه بكل أريحية للنبذ، ألا و هو "الطاقة السلبية" و ذلك يبدو منطقياً للغاية فقد تمً تمرير المصطلح الأولي "الطاقة الإيجابية" دون أدنى مقاومة و لربما في حالة انهزام و سحق جماعية و ظمأ للتشبث بالأمل و النبش عنه في تفاصيل الحياة الصغيرة. فأصبح لدينا طاقة يمكن وصفها بالكراهية لكل ما/ من يمكن تصنيفه علي انه "طاقة سلبية" و أصبح لدينا تواطيء بالصمت علي نبذ كل من يجاهر بالمعصية و يعلنها أنه/ها لا يتبعون "ديانة البهجة"،و أصبح الوصم أن من يلجأ إلي المساحات المفتوحة علي شبكات التواصل الاجتماعي لبث همه و شكواه هم أشخاص يتسولون الاهتمام و يسعون لجذب الانتباه فبالتالي يجب توقيع أغلظ العقوبة عليهم و جلدهم بسياط الوصم أنهم "ناشري ذبذبات الطاقة السلبية" و أنهم اللي "خرموا الأوزون" و يجب أن يتم نبذهم و تجاهلهم. فكانت النتيجة أن البعض أصبح يتحسس موقع قدمه في ذلك الصندوق الأبيض المتقاطع مع الكثير جدا من فقاقيع البهجة، كما أصبح الفرد يتحسس كل كلمة لربما فرقعت بلالين الطاقة الايجابية المنثورة في الأرض بعد أن تمّ الانتهاء من نشر تراتيل السلام بين ربوعها ولم يعد لدينا سوي محاربة الشرذمة الضالة "بتوع الطاقة السلبية" الأوغاد. 

انطلقت كتائب مجاهدي البهجة في ربوع الكوكب الأزرق في ملاحقتهم والتسفيه من محاولة البعض الجديّة في الصراخ التي تتطلب الكثير جدا من الشجاعة النفسية في اعلان علي الملأ الافتراضي "نعم نحن بحاجة للمساعدة، نعم نريد أن نلقي بعض الاهتمام، نعم نحن محبطون لدرجة أننا نكتب عن معاناتنا في تلك المساحة الوحيدة المتبقية، نعم نحن نعاني و نبحث عن قشة للتعلُق". و قد يكون أن شبكات التواصل الاجتماعي قد شهدت من قبل استغاثات من مستخدمين أعلنوا عن إقدامهم عن الانتحار و لم تؤخذ بالجدية الكافية، أو تمّ التفاعل معها بصورة جدية و أسفرت عن مهزلة جديدة لن نتطرق إليها فيكفينا أنها تركت مكسباً إنسانيا لا يجب أن يستهان به ألا و هو أن بداخلنا لازال ذلك الخيط الرقيق القادر علي الاستماع لأنات البشر وتلبيته مهما كان كاذباً أومخادعاً وليكفينا أننا حين نستطيع سنمد لهم يد العون إن أمكننا ذلك فلربما ما يحتاجون إليه في تلك اللحظة مجرد ربتة علي الكتف وإحساس يعيد إليهم إيمانهم أن معجزة الحياة ما زالت موجودة و أن كل شيء ممكن ولربما  "عايزين يحسوا إنهم متشافين يا أخي" و مع كل تلك الاحتمالات فذلك قد يكون يداً تأخذ بهم بعيدا عن قرار الانسحاب أو التقوقع حول الذات أو القرار بمغادرة الحياة بأسرها.

    لم تتوقف ديانة "البهجة" و طقوس "الطاقة الإيجابية" عند مجرد مستخدمين عشوائيين علي شبكات التواصل الاجتماعي قد يُغفر لهم سوء الفهم و التقدير و الكثير جدا ً من الأنانية التي تفرضها قواعد استخدام التكنولوجيا، بقدر ما أصبحت منهجاً تتلقفه الدولة لترويج ما تروج له ليمر بين مؤيديها في سلام و في تواطيء مخجل. حين دشنت الدولة بإعلامها هاشتاج "مصر بتفرح" لم يتوقف أحد للسؤال البسيط الساذج "أيوة يعني ايه؟" انغمس الجميع في الطواف حول كعبة البهجة الجديدة، تكالبت الجماهير في إظهار طقوس "الطاقة الإيجابية" حتى أني رأيت بأم عيني في أحد شوارع البحر الأعظم عربة نقل كبيرة بها عدد من السيدات و الرجال يرقصون بشكل هستيري في منتصف الليل ظننته للوهلة الأولى أنه احتفالاً ب"عفش عروسة" لكن فاجأتني الإجابة "لا يا أبلة، دي مصر بتفرح". أذكر حينها أني لم أكن فرحة،وأذكر حينها أن محاولات البعض للتخفيف من هستيريا "افتعال الفرح" قد تمّ وصمها بأنها عبارات لتكسير الهمم و المجاديف لاتصدر سوى من عملاء أعداء الوطن ويجب معاقبة مروجي الطاقة السلبية بالنفي من جنة الوطن المنتظرة. لم يتساءل و لن يتساءل المؤمنين بديانة البهجة وقتئذ "هو احنا كنا فرحانين بإيه؟" طب و يا تري إحنا لسه فرحانين؟ طب فيه أمارة للفرح طيب" و غيرها من تلك الأسئلة البسيطة المشروعة جدا. تم الاكتفاء و الاحتفاء بانتصار مزيف لل"فرح" و بتدشين الهاشتاج الذي تم الردم عليه كما تمّ الردم علي مناسبة صنعه من الأساس.

فلنعترف أننا في هذه اللحظة نعاني الهزيمة أمام دولة حالفة يمين طلاق تلاتة "إننا نفرح" مع إن يعني مافيش دليل واحد بيشاور علي الفرح و لو من بعيد يعني، وبعدين يعني هو احنا نكره. لكن من ناحية أخرى مافيش مبرر أن نستمرىء هزيمتنا في المساحة الانسانية الوحيدة المتاحة للتنفيس و هي شبكات التواصل الاجتماعي،و إن يكن هناك من فعل يستحق أن نفعله في تلك المساحة المليئة بالوصم و النبذ و المشاجرة والتمييز فهي فعل "أنسنة التكنولوجيا". قد يبدو ذلك مُغرقاً في المثالية، لكن لماذا لا نبدو إنسانيين في عالم افتراضي يثبت يوماً بعد آخر أنه ليس مجرد عالم ينطفيء بمجرد ضغطة إصبع، لماذا لا نخطو خطوات نحو تقديم الدعم لمن يعلنون أنهم في حاجة إليه و يتلمسون آخر بصيص لهم بعد أن ضاقت عليهم الجدران الأربعة في الحياة الحقيقية فهربوا إلي عالم الشاشات، لماذا لا نطرح أنفسنا مجرد بشرعاديين لنا لحظات "فرح" حقيقية و لنا لحظات هشة تستوجب قدراً  من الشجاعة لإعلانها فهل يكون جزاء ذلك الاستهزاء بتلك اللحظة و وصم أصحابها!

و لايُفهم من ذلك أن نتقمص جميعاً دور "دكتور خشبة" و ننطلق لممارسة العمل النفسي فلنتركه للمتخصصين هم أقدر منّا بذلك، لكن أقل دعم ألا نجعل تلك المساحة الضيقة بالفعل تضيق أكثر فنتلفت يوماً و نكن قد فقدنا بالفعل شخصاً عزيزا لدينا لم نكن متنبهين لمعاناتهم و حين تنبهنا تأخرنا جدا في الوصول. دعوا من تصنفونهم بائسين و أصحاب الطاقة السلبية و الشرذمة الغير مؤمنة بديانة البهجة و المتمردة علي طقوس "الطاقة الإيجابية" يعبروا عن أنفسهم و آلامهم و معاناتهم لربما عابر قادر أن يمنحهم معجزة ما،  افسحوا لهم مكاناً فسفينة النجاة لن تقلع ب"الفرحين" فقط.

حاذوا الصفوف و خلي الكتف في الكتف و ضموا علي بعض وقت الضيق و "أتأنسنوا" يرحمكم الله.

الخميس، 1 أكتوبر 2015

أعزائي حوامل الماجستير والدكتوراة!

 مقالة منشورة على موقع "زائد 18" بتاريخ 2 أكتوبر 2015

موقع زائد 18 موقع مصري شبابي شامل مستقل مخصص لنشر مقالات الرأي في المجالات المختلفة. يهدف لإتاحة منصة حرة للشباب للتعبير عن أرائهم دون قيود ودون تدخل من إدارة الموقع. يصدر عن مؤسسة زائد 18 للنشر.


مقالة- أعزائي حوامل الماجستير والدكتوراة!

تناولت مواقع الأخبار فيديو عن فض أحد الوقفات السلمية لحاملي الماجستير والدكتوراة من قبل قوات الأمن، عزيزي المتابع للشأن المصري من على مدرجات المتفرجين، تقبل الرغى في السطور المقبلة فيما يتعلق بمسألة "حوامل" الماجستير والدكتوراة في بلدنا الحبيب، اللي هتبقي قد الدنيا.. بس إحنا نصفي النية ونقول ان شالله.

#  من بداية ثورة يناير العظيمة، حدثت انتفاضة حقيقية من قبل حملة الماجستير والدكتوراة كجزء من الإحساس العام في وقتها أنه دقت ساعة العمل والمطالبة بالحقوق، ولأول مرة نفكر روحنا ونسأل بصوت عال: متقولشي إيه إدتنا مصر؟ إحنا فعلا محتاجين نعرف إيه حقنا في البلد دي.
علي مدار أربع سنوات شهدت قضية حملة الماجستير والدكتوراة تظاهرات واعتصامات أمام مجلس الوزراء وووزارة التعليم العالي امتدت لأيام.

# عزيزي/ عزيزتي "الحامل" لازم تعرف بلدك، على سبيل المثال: من سنتين كان يوجد عددا كافيا من الدرجات المالية بالجامعات المصرية لاستيعاب أعداد المتظلمين من حاملي الماجستير والدكتوراة، لكن لأن الدولة بتقوم على مبدأ واحد وحيد لا تحيد عنه على مر العصور، وهو: ليه نخليك تاخدها بالساهل، لما ممكن نطلع عينك؟ الدرجات المالية بيتم إخفائها إما في درج موظف يملك من القدرة والسلطة على الفعل، إنه ينام قرير العين وتكون النتيجة إما إن الدرجة العلمية تُحفظ للمَرضي عنهم، أو يتم حجبها عن المغضوب عنهم من باب فرد العضلات واستعراض السلطة.

# في عهد تولي الإخوان الحكم، واللي ظهر في تولي عدد من القيادات الإخوانية البارزة لمناصب رؤساء الجامعات وبخاصة في الصعيد، تم استجلاب حيل الدول المباركية القديمة والتي لا تفنى ولا تستحدث من العدم، وهي امتصاص غضب الغاضبين وتحويله لـ "ولا حاجة" بعد تفريغه تماما من مضمونه الحقوقي المستحق جدا..  تمثلت الحيلة الخبيثة النميسة في تهدئة المطالب الفئوية لـ "حوامل" الماجستير والدكتوراة بطرح فكرة أن الجامعة ستنشيء "مراكز بحثية"، وتمّ الحشد للفكرة على مستويين: الأول الاستفادة من خبرات أبنائنا الحوامل،  الثاني إتاحة فرصة للحراك العلمي داخل الجامعة.
وتحت مظلة الكلام المعسول، تمّ تخدير جميع الحالمين، وتمّ تجميع أسماء جميع أبناء الوطن اللي فاكرين إنهم هيشتغلوا في مركز بحثي زي معهد ماستشوستس للتكنولوجيا مثلا وعينوهم بالفعل، ليبدأ المشهد البديع التالي من المسخرة الجامعية.  جابوا كارتونة تلاجة وقيفوها كده وكتبوا عليها "مركز بحثي" وابتدى الطلاب النابيهن يستلموا ويروحوا يمضوا ع الكرتونة على أمل طبعا إن الكرتونة هيتنفخ في صورتها وتتحول لكيان فهمي رسمي نظمي، وده طبعا ماحصلش، وحتى تاريخه ماحدش فيهم قبض حاجة.بس الحمد لله بيمضوا كل يوم على "الكرتونة".

كل ما حدث هو أن حالة الغضب تم امتصاصها وتفريغها من معناها وتحويلها لخيبة أمل جديدة ودايرة من الـ "ولا حاجة" والإحباط المتراكم، ولا ننس الدعوة على الإخوان آناء الليل وأطراف النهار.

# هل معنى كده إن مفيش ناس استفادت من الوضع؟ ابسلوتلي.. فيه ناس كتير من الحوامل (ماجستير ودكتوراة) عرفوا "يماينوا" وعرفوا يخترقوا منظومة القوى والفساد جوه الجامعة، ودول اللي كانوا القادة الحنجوريين اللي بيجمعوا الأسماء وبيمضوا الناس علشان تبان كتير، بس لما بيخشوا يتفاوضوا جوه، اتفاوضوا على مكاسب ليهم هم شخصيا، وباعوا الشيلة كلها، وبقوا دلوقتي دكاترة جامعة ومشاريع فساد مستقبلية تشرح القلب.

# اللقطة بتاعة حملة الماجستير والدكتوراة صعب تتاخد لوكشة واحدة بدون تفتيت وبدون معرفة أصل البلاء منين وبدون معرفة القضية الحقوقية اللي هتتصدى ليها؟ لأنه ببساطة إذا أنت طالب دراسات عليا واخترت بكامل قواك العقلية إنك تكمل، يبقى ده مش معناه بالضرورة إن الجامعة ملزمة إنها تعينك كعضو هيئة تدريس مثلا، لأنك أنت اللي قررت وحد ضحك عليك وسقاك حاجة صفرا وقالك كمل.
قد يبدو كلاما صادما أو كلاما أقرب للي هتسمعه من قبل أي دولجي، لكنه هيظل أحد المعطيات اللي بتكوّن مشهدا معقدا زي أي مشهد من مشاهد السيرالية في حياة مصرنا الغالية.

# بالنظرة من واقع نظام الدراسات العليا، كتير مننا عارف يعني إيه تاخد ماجستير ودكتوراة. ممكن تكون من المَرضي عنهم، فتاخدها سكينة في الحلاوة، وممكن تكون من المغضوب عليهم والضالين، فتقضي عمرك بتحلب في تور، فطبيعي إنك بعد ما بتعمل المشوار ده، وبتستهلك من مواردك المحدودة وأعصابك وصحتك وشبابك، طبيعي جدا ومفهوم إنسانيا إنك تنتظر إنك تشوف النور اللي في نهاية النفق. طبعا فيه نور تبهت فيه العيون ويرجى ارتداء نضارات الكسوف الشمسي الشهيرة، يسعدنا أن نزف إليك عزيزي/عزيزتي “الحوامل” أن الدولة بتديك أربعة جنيهات ونصف لو إنت حامل في الماجستير، واللي بيتنفخوا بيبقوا سبعة جنيهات ونصف لما بتبقى "حامل" الدكتوراة.. ها عجبك النور؟! إيه رأيك؟ يلا اقلع النضارة واقلع غماك وارفض تلف.

# الشروط دي مش هتتغير غير بقوة ضغط تغير منظومة الدراسات العليا في الجامعة كلها، ودي سبوبة كبيرة بالمناسبة لدكاترة الجامعة. قوة الضغط إن طلبة الماجستير والدكتوراة يغيروا شروط اللعبة، تغيير شروط اللعبة مش إنك تكون جزء من منظومة فاسدة، وبعد ما تشتري شروطهم تجيلك شوية قوة تهد جبال وتفتكر إنك هتقدر عليهم، معلش. هي فورة الهرمونات النضالية بتعمل أكتر من كده.. .أنت طبيعي، بس انظر حولك.. . بلدك مافيهاش أي حاجة طبيعية وأي محاولة للمنطق هتنتهي إنك فارق راسك ولابس بنطلون بيجاما وواقف بتنظم المرور، ونروح بعيد ليه؟ البلد اللي حضرتك عايش فيها، كانت هتجيب شخص ماسك إيريال تلفزيون روبابيكيا وطلع على شاشاتها وأعلن إنه هيعالج أكثر الأمراض فتكا بحياة الفقراء، وبدل ما يلبسوه القميص عكس عكاس، تمّ الاحتفاء بيه في جميع الأوساط، فمن فضلك حط المنطق على جنب خالص، علشان ما تبقى من صحتك وإيمانك وخلايا دماغك.. تغيير شروط اللعبة إنك أنت نفسك تتحول لقوة والقوة تترجم لضغط ينفع تحقق بيه مكسب لمصلحتك أو هيفتح سكة للي بعدك.

# تغيير الشروط إنك تطلع بره المنظومة دي خالص، تقدر تختار ده. يبقي برافو عليك واقطع عنهم المصروف، خللي السيستم بتاعهم يقع وخليهم يقعدوا ينشوا دبان ويبتدوا مايلاقوش طالب من الخارج يكسروا مجاديفه.. يبقى طاقة العفن تتحول منهم فيهم لغاية ما يخلصوا على بعض، وأنت واقف بتتفرج على السوس والهدد اللي بيحصل وهيحصل.. مسالة وقت مش أكتر.

# أخيرا..  أعزائي الـ "حوامل" لو خلاص العلم مقطع بعضه وهتقطع شرايين إيدك، هتلاقي كور دم بيضا وحمرا وعلما يبقى، نصيحة شخصية جدا: يا تدور على منحة دراسية وتتعلم تنافس وترفع سقف طموحك لمعايير عالمية -على الأقل هتتعلم علم ينتفع بيه بدل ما يتركن على أرفف مكتبات الدراسات العليا كوسادة خالية للعنكبوتات الهائمة- يا أضعف الإيمان تمسك المجلات والدوريات المتخصصة في مجالك وتقراهم وتذاكرهم كويس، وشوية بشوية ابتدي اكتب وراسلهم واشترك في مؤتمرات وورش عمل وتدريبات. 

وحياة الغاليين.. ده أبرك ميت مرة من شخروميت صفحة ماجستير محدش بيقراهم، علشان بيبقوا مستعجلين على الغدا اللي بعد المناقشة، ويا ترى هيبقى فيه حمام ولا بط

كاتبة هذه الأسطر "حامل" سابقة وربنا نتعها بالسلامة وجابت ماجستير محندق مركون جنب الشهادة الكبيرة على حائط بطولات صالون بيتنا، وتظل خبرة شخصية جدا وتظل مجرد وجهة نظر.

الخميس، 16 يوليو 2015

كفاية بقر بقى! دراما الموسم- الثانوية العامة

  مقالة منشورة على موقع "زائد 18" بتاريخ 17 يولية  2015

موقع زائد 18 موقع مصري شبابي شامل مستقل مخصص لنشر مقالات الرأي في المجالات المختلفة. يهدف لإتاحة منصة حرة للشباب للتعبير عن أرائهم دون قيود ودون تدخل من إدارة الموقع. يصدر عن مؤسسة زائد 18 للنشر.


مقالة- كفاية بقر بقى!


في تقرير يحمل سمة الطرافة بقدر ما يحمل قفزة ثورية في عالم الزراعة، قدمت الـ بي بي سي في مايو 2015 وصفاً عن استحداث نظام تكنولوجي تتمكن من خلاله البقر من حلب أنفسهم! النظام الجديد بيقدم نفسه في صور متتالية من البقرات السمان بيتم زراعة شريحة إلكترونية تحت الجلد، وتبدأ البقرات في التحرك وفقا للشريحة اللي يمكن اعتبارها "بطاقة هوية" للبقرة تمكنها من حجز مكان في مسارات محددة لكي يتم حلبها.

يعتمد النظام على تحديد "هوية" الأبقار من خلال الشريحة الإلكترونية لتحديد كمية اللبن التي يتم إدرارها، وبالتالي اعتبارها "أوفر الأبقار حظا" والأولى بالرعاية الغذائية والصحية فيما بعد. يذهب التصميم الذكي إلى مستوى سريالي من الطرافة غير المستبعدة للتحقق على أرض الواقع حين يشير أن بإمكان إدخال خاصية تكنولوجية فيما إذا أثارت البقرة شغبا أثناء عملية الحلب أو كما ذُكر تسببت في المتاعب، فسيتم إرسال رسالة نصية للمزارع الذي تمّ توصيفه بأنه ولي أمر "البقرة".

على الرغم من أن التقرير أثار جدلا بين المدافعين عن حقوق "الأبقار" في كل من بريطانيا وهولندا وأستراليا واعتبار التكنولوجيا تتعدى على ما تمّ وصفه بالرادع الإنساني للممارسة اليومية، فإن نفس التقرير قد يثير جدلا لايقل أهمية عن مشهد الأبقار السمان المتراصات بمحاذة إحداهن الأخرى في انتظار الحلب على جانب آخر من العالم.
انطلقت منذ ساعات صافرة "مارثون الثانوية العامة" في جمهورية مصر العربية، امتلأت صفحات الأخبار بأسماء وصور شباب وفتيات ملتصقا بهم نسبة مئوية تمثل قيمة ما تمّ تحقيقه من إنجاز في تلك الموقعة التي تصفها الثقافة المصرية بأنها معركة “مصيرية” فارقة.

عزيزي اللي مستني نتيجة أفشل وأسخف وأحط اختراع اسمه “تنسيق الثانوية العامة”.. اسمحلي أقولك:
إذا كان البقر في الخبر أعلاه مستني دوره في انتظار تطبيق التكنولوجيا عليه، علشان نعرف مين البقرة العفريتة اللي هتدينا إنتاج أكتر، إنت متختلفش عن البقرة بطلة التقرير كتير!

عزيزي القاريء قبل ما تجهز ليستة الشتايم وتتهمني إني باقتل الأمل الأخضر الورور في القلوب الخضرا الورور برضه في الزمن الأخضر الورور، إشمعني هو يعني اللي مش هيخضرّ، أحب أعرفك بنفسي.. 

محسوبتك "بقرة" سابقة، ابتدت عملية التسمين ليها من أولى ابتدائي من خلال الحشو والتدفيس في صفحات كتير وأكاد أقسم بـ "حوافري" العشرين إني مش فاكرة منهم أىّ كلمة غير نشيد الأبجدية الإنجليزي. ارتبط في تعلمي بشكل شرطي بالمزيكا والفساتين الملونة والحفلات الغنائية في نهاية العام الدراسي.

عملية تسميني كبقرة استمرت لحد مرحلة الثانوية العامة، واللي الأستك اتشد فيها لأقصى مدى ممكن، أشبه بحالة الطواريء في أوقات الحروب، والحمد لله عدينا وجبنا خرطوم المية وفسيناه في الحيطة المنيعة وعبرنا بمجموع يليق ببقرة مطيعة بتسمع كلام صاحبها وبتاكل كل الـ "برسيم" اللي بيتقدم ليها وبتمضغه وبتهضمه كويس وبتعيد إنتاجه في شكل إجابات شافية كافية وافية في أوراق الامتحانات زي ما شوال "البرسيم" نص بالظبط.

وتمّ المراد والـ "بقرة" يمكن صورتها مطلعتش مع أوائل "البقر"، لكنها قدرت تلعب في شريحة البقر المتميز اللي كان بينه وبين الدرجة النهائية اللي مفيش حد في أي نظام تعليمي مطلوب منه يحققها أصلا، لكنه – ياللهول- كان فاضل على الحلو تكة.

كبقرة سابقة، خليني أقولك إن الأربعين خانة اللي بتملاهم في التنسيق، واللي غالبا هتجيلك منهم الرغبة (32) في جواب مسوجر على باب بيتكم، مش هم دول قيمتك في الحياة ولا النسبة المئوية اللي وصلت لها، مش هي دي أهميتك، وبلاش تخليها ملتصقة بيك وكانها جزء أصيل في هويتك اللي لسه بتتحسس طريقها، علشان تثبت وجودها كإنسان مش كـ”مجموع طالع له راس بني آدم”.

خليني أقولك إنك هتخوض حوارات مالهاش لازمة عن الاختيار البرستيجي للكليات والاختيار الجغرافي للأمنيات والاختيار الجندري للتخصصات والاختيار الكلاسيكي “أومال مين هيشيل اسم العيلة ومين هيفتح العيادة من بعدي (صوت برطمة داخلية أنا عايزة افتح كشك أصلا) والاختيار النفسي لإشباع رغبات الوالدين اللي مقدروش يحققوها لروحهم في عمرهم، فقرروا يخلفوا كائنات شبيهة لهم، مهمتها إنها تدعك الفانوس وترجع بالزمن أكتر من تلاتين سنة، علشان تنكش الحياة في شكمجية أحلام الوالدين.

كـ “بقرة” سابقة خليني أقولك إنك عزيزي الحامل للشريحة الإلكترونية اللي مش متشافة ومزروعة تحت جلدك، هيتم دفعك دفعا، علشان تمشي في مسارات محددة سابقا، على عكس رغبتك الحقيقية. هتقف في طابور طويل ملتحم مع باقي "البقر"، وهتتشارك الإحساس الغريب المصحوب بالسؤال البديهي: هو أنا ليه مينفعش أدرس اللي بحبه وأشتغل اللي بحبه برضه، وأكمل حياتي بعمل الحاجات اللي بحبها، من غير ما أتخانق مع الأفراد أو في "نظام حلب البقرة"؟! هتفضل تتحرك على حسب ذبذبات الشريحة اللي بتشدك بقوة المغناطيس لنهاية المسار علشان تلاقي نفسك بتاخد "ختم" الشفخانة: جامعة كذا.
هتخش الجامعة اللي لو صادفت إنها رغبتك، فأنت هتكون معروف في السنة الأولى في اليوم الأول من أول شعاع أهو الي شايف روحه/ها "البقرة المقدسة" اللي قربوا يقدموا لها القرابين للعبادة، وإذا كان قرار التنسيق شلوتي النزعة وحدفك علي الرغبة غير المتوقعة في آخر الليستة، فأحب أقولك حصلت لـ "بقر" كتير قبلك، فاثبت كده، علشان إنت وافد على المزرعة الجديد.
كـ "بقرة" سابقة بتكتشف أن سنين عمرك في الجامعة تقدر تسكنها تحت تشابتر "مفيش"، وزي ما خرجت من ابتدائي بنشيد الأبجدية، غالبا هتخرج من الجامعة بفكرة أو اتنين، والكثير جدا من الولا حاجة، وزي ما البقر بيختموها في الشفخانة علشان يتأكدوا إنها صالحة للاستهلاك الآدمي، بيختموك إنت برضه، وإنت متخرج من الجامعة.. هيدوك شهادة "كبيرة"، بس محدش هيفهمك يعني إيه "كبيرة"، ومقاسها الكبير ده مقارنة بمين ومع أنهي شهادة تانية في بلد تانية!

يا صديقي اللي مستني السمنة من بطن النملة وقاعد على أحر من الجمر مستني تنسيق الثانوية العامة، أنا مش عايزاك تحبط، لأننا يا عزيزي كلنا "بقر".إحنا السابقين حاولنا نتمرد على الشريحة المغروسة في الجلد، ويمكن وصلنا متأخر شوية، لكن إنت كـ "بقر" مستجد لسه قدامك فرصة.

استقبل نسبتك المئوية اللي الست الوالدة بتضيف عليها عشرة في المية وهي بتتباهي قدام الجيران، وأعرف إن الرقمين دول مش هم قيمتك الفعلية. خض معركتك بشجاعة في اختيار الكلية اللي أنت عارف ومتأكد إنك هتقدر تنجح فيها، ولو عندك ضلالات مجتمعية وهلاوس عائلية بفعل الضغط المستمر، احسم خوفك بدري رد عليهم ببساطة: إن شاء الله الصبح بدري هنجيب اتنين رجالة شداد هيشيلوا اسم العيلة ويطوحوه لأبعد نقطة ممكنة، وركز إنك تكتشف نفسك إنسانيا ومعرفيا في مجال يناسب قدراتك وتحمل نتيجة اختياراتك بكل شجاعة.

ابني لنفسك طريقة للتعلُم عن الحياة كلها تكون أكبر من حيطان مدرسة أو جامعة او مدرج لسه بيفصلوا فيه البنات عن الولاد أحسن الخطيئة تقع لو كوعك خبط في إيد زميلتك، وأكبر من مقررات تقدر تقراها كلها بضغطة زرار على الإنترنت. 

اخلق لنفسك مساحة حرة للتفكير والاختيار باللي يناسبك، وصَحي فضيلة الشك المنسية.
ببساطة.

اتعلم إنك تجهز روحك للدنيا "الكبيرة" مش بالشهادة الـ "كبيرة" اللي هيختموك بيها كمواطن "بقرة" صالح لم يثر شغبا طيلة فترات انتظاره للحلب المتوحد مع شريحته، المتسق مع مساره المحدد سلفا.

استعد، لكن بدماغ "كبيرة" تكون قادرة إنها تفند وتزيل الغشاوة عن كل اللي هيتباع لك بعد كده في ورق سوليفان، سواء من البشر أو الواقع.

أتمنى لك عتبة جديدة لحياة تشبه روحك وتفاصيلك
وكـ "بقرة" سابقة، أحب أبلغك سلام باقي البقر اللي بيحاولوا يتأقلموا جوه الشفخانة، لغاية ما نتشعبط في جلابية ثورة نؤمن فيها أن التعليم والتعلُّم هم في الأصل حرية واختيار.
وساعتها هنهتف بصوت واحد: "كفاية بقر بقى".

الاثنين، 23 مارس 2015

عن الوعد والعجز: قراءة في مفهوم "البيت" عند أم كلثوم، أنت عمري

 مقالة منشورة في جريدة الشروق- جمهورية مصرالعربية

تاريخ 24 مارس 2015


لماأم كلثوم غنت «إنت عمرى» الجمهور ردد وراها عظمة على عظمة يا ستو لما أنا سمعت الأغنية أول مرة.. قولت لنفسى هى ليه الست عظمة بتوعده ب حاجة هى متملكهاش محدش فينا بيملك عمره... لا اللى راحو لا اللى جاى محدش فينا يقدر يهدى العمر ده لحد تانى.. حتى لو كان أقرب الناس ليه بنقف عاجزين ان ايدينا تفضل متبتة فى اللى بنحبهم لو ساعتهم جت ونزلوا من القطر فى محطتهم ليه الناس انبسطت وبتنبسط وهتنبسط لما أم كلثوم قالت «إنت عمرى».. ليه الناس مش بتغنى للى بيحبوهم وبيقولوا «إنت بيتى» فى مرحلة من عمرك مبتكونشى بتدور على سنين جديدة ولا أيام على كالندر منور باسمك فى دفتر الأحياء فى مرحلة ما من عمرك مبتكونشى قادر تناهد فى حاجات بتثبتلك طول الوقت انك عاجز وضعيف وهش....زى الزمن....زى الاختيار وزى الحياة اللى ممكن تمنع عنك بدون أدنى منطقية فى الأحداث. فى مرحلة ما عمرك مبيكونشى شىء جميل تهديه للى بتحبه... يمكن لأنك لسه بتتصالح معاك وبيك على الدنيا....او لسه بتحاول تفهم غلطات فى عمرك اللى فات.. او بتحاول ترقع خروم روحك لينكشف شعفك فى عمرك اللى جاى لما أم كلثوم غنت «إنت عمرى»... والناس قالت وراها عظمة على عظمة يا ست... كانوا أكيد مبسوطين بس اللى بستغربله انهم طول السنين وقفوا بعداد الحب والتقدير لشخوص إلى بيحبوهم عند الـ«عمر» اللى ممكن تمنحه للى بتحبه كأقصى هدية مع انك مش بتملكها بتخيل ان فى مرحلة ما من المزيكا والطرب والحياة مش هنغنى «إنت عمرى» بتخيل اننا هنقول لبعض «إنت بيتى» البيت اللى بتروح فيه وبتحسه انه ليه ريحة وطعم وتفاصيل بتخليك تقلع هدومك وهمومك وتبقى بلبوص زى ما انت باقل قدر ممكن من التجمل والتجميل والتلصيم والترقيع.. البيت اللى بتحس فيه انك ممكن تتكوم وتكرمش جوه روحك ولو حد سألك انت فين... مبتنزلشى ليه... هترد عليهم «انا فى البيت».. البيت اللى ممكن تبنيه مع حد بتحبه فتفضل التفاصيل على الحيطان.. اللى بتفكرك انك على باب المطبخ كنت بتطول بقيمة 3 سم كل اسبوع وكل شرطة على الباب هى ضحكة انك بقيت طويل واهبل.. البيت اللى ممكن تخش فى ركنة منه وتطفى النور وتفضل نعيط وتعيط وتعيط لغاية ما تشهنف وبعدين تروح تمسح برابيرك وتطلع للدنيا ولما حد يسألك وأنت عامل ايه؟ ترد عليهم وعنيك مقورة زى الطماطم وعندك كبرج تيرانى اصيل.... انا ميت فلو اربعتاشر البيت اللى بتلملم فيه قصاقيصك وصورك وضهر الكراسة اللى بتكتب عليه أى كلام والسلام وفاكر نفسك شاعر الجيل فى العامية... ولما بتيجى تسافر بتقف قصاد كومة من الحاجات اللى عايز تشيلها معاك... وبتكتشف انك محمل دائما بوزن زائد متشعلق فى «بيت» متقدرشى تعبيه فى شنطة سفر ولا تستحمله طيارة واحدة تاخدك لابعد نقطة على الخريطة وفى الحقيقة انك لسه connected لل«بيت» فى زمن ما هنغنى لبعض «إنت بيتى» هيقولوها الناس لما ياخدوا قرارهم الحياتى.... انهم يبنوا.... «بيوت» حقيقية تشبه روحهم مش يتكوموا ويكوموا حاجات فى مساكن» هيغنوها الناس لما يحسوا انهم هم اللى بيعملوا الفرق فى البيوت وفى الاماكن ويبتدوا ينسجوا بصبر وبحب «بيوت» بتكون قايمة على أفكارهم اللى متقبلشى المفاوضة ولا المساومة ولا المناهدة هيدندونها الناس «إنت بيتي» وهم بيفضلوا يتشعبطوا فى الاماكن وفى الناس وفى القصاقيص الصغيرة... اللى بتربطهم وبتخليهم ينتموا لمساحة جوه روحهم اسمها «بيت» هيصدقوها الناس لما ال«بيت» يبقى المساحة على خريطة روحك اللى بتخليك قادر تقعد مش متكتف كأى مواطن صميم بالفانلة والشورت فى يوم حار جدا....بس قادر انه يتباهى ويتماهى مع عيوبه قصاد حد... علشان ال«حد» ده... هو «بيته» إنتى بيتى و أنت بيتى «بيت» يعنى سكن يعنى شنطة «عمرك» كله بكل ما فيها... زغاريط وخيبات وهلاوس وانتصارات.. واوهام كنا فاكرينها حقايق.. وحقايق طلعت فى الآخر فنكوشية النكهة......البيت يعنى اللحظة اللى بكل ما فى عزمك تحدف الشنطة اللى شايلة «روبابيكيا» روحك.....لابعد نقطة ممكنة.....وانت متأكد انك هتلاقيها.. هتلف وترجع وتلاقيها مع شخص هيكون «بيتك» او مع مساحة ونسانة فى روحك هتبقى هى «بيتك» فى زمن تانى الناس هتغنى «إنت بيتي» وانت و«سكنى» مسانا بيوت.....مليانة مزيكا.... و ونس وإحنا.

الخميس، 29 يناير 2015

الخميس، 8 يناير 2015

عن الحزن

 مقالة منشورة بملحق ضربة شمس الساخر، جريدة الدستور- جمهورية مصر العربي

تاريخ 8 يناير  2015

تتناول المقالة تأملات عن الحزن.

تحرير: خالد كسّاب

رسوم: وليد طاهر