الخميس، 18 ديسمبر 2014

الخميس، 11 ديسمبر 2014

هلوسة إبداعية: وركبنا حصان الخيال..درجن، درجن، ردجن!

 مقالة منشورة في جريدة التحرير المصرية- ملحق ضربة شمس

تاريخ 11 ديسمبر 2014

تحرير: خالد كسّاب، رسوم الفنان: وليد طاهر.

***********

هلوسة إبداعية: وركبنا حصان الخيال ......  درجن، درجن، درجن!


حسن يوسف في الفيلم المصري "للرجال فقط" قدم لينا أول تصور دمه خفيف عن الهلوسة و اللي كانت نتيجة عن الكبت الجنسي اللي بيعيشه مهندس في الصحرا مبيشوفشي جنس واحدة ست ، فابتدي عقله يحاول يسرسب الكبت اللي عنده ده في شكل تهيؤات إن فيه ستات في الصحرا! و الفيلم الكوميدي موقفشي عند تقديم حالة التهيؤات أو الهلوسة لكنه كمان اتبرع مشكوراَ باقتراح أن اللي بتنتابه الحالة دي علاجه ان حد يكب علي صاحب الهلوسة/ التهيؤات كباية مية سقعة فيرجع أخينا بابتسامة لطيفة ظريفة (ومننساش ان علم النفس انتحر من المعالجة الكوميدية دي😎😂

علي قد ما الفيلم حاول يقدم وصف كوميدي لحالة الهلوسة، علي قد ما برضه نجح إنه يشاور علي سؤال يمكن مبنقدرشي نقوله بشكل مباشر: لو عندك فكرة مردوم عليها التراب جوه عقلك وأن مش واعي بيها يا تري ممكن الفكرة دي تفضل تعشش جوه من وتكبر تبقى شوية تهيؤات أو هلوسات؟ طب يعني إيه هلوسة وجواها معشش إيه وهل هي حاجة حلوة و لا من اسمها كده تحس انك خلاص هتلبس القميص بالمقلوب يا عنبة!


واحنا صغيرين كبرنا علي حدوتة "أليس في بلاد العجائب" اللي كانت "أليس" البنت صاحبة الخيال الواسع واللي بتهرب جواه لحواديت بتخرجها من حياتها المملة. كانت بتقابل مغامرات و شخصيات شقية جدا بتملاها بالحياة  و الشقاوة اللي كانت مفتقداها في حياتها العادية. في نفس الوقت حدوتة "أليس في بلاد العجائب" كانت أكتر حاجة بتميزها هي الخيالات الكتيرة عن الحاجات اللي بتصغر عن حجمها أو بتكبر أوعن ورق الكوتشينة اللي بيتكلم و يرد علي أسئلة أليس الشقية جدا في مطاردتها للأرنب السحري.

الحدوتة اللي مكنتشي ملتوتة وكانت مصدر سعادة لينا في طفولتنا هي أبسط تجسيد للهلوسة اللذيذة المبتكرة💚

مش حاجة وحشةإنك تمتلك من الخيال فقاعات تقدر تنط فيها ولو بشكل مؤقت علشان تقدر تحقق جوه الفقاعة بتاعتك انتصار خيالي لبعض الوقت. مش حاجة وحشة إنك يبقي عندك القدرة الهايلة إنك تتخيل الأشياء الجامدة جدا و كأنك بتديهم قُبلة الحياة وبتشدهم معاك في سلسلة من الحوارات علشان تلاقي إجابات لكل الأسئلة اللي بتنكش دماغك.

مش حاجة وحشة برضه أن شوية "هلوسة" بتساعدك انك تلاقي البراح الي تقدر تسيب عقلك اللاواعي يتحرك فيه بحرية من غير فلاتر ولا مقاومة ومن غير ما تتكتف بقميص العاقلين اللي مكتوب علي التيكت بتاعه "عيب متقولشي و غلط متسألشي و انت اتجننت قاعد تكلم المخدات😂😂

تقدر تتخيل معايا أن المبدع "تشارلز لوتويدج دودسون" اللي كتب حواديت "أليس في بلاد العجائب" يا تري كام نوبة هلوسة مرت بيه و خليته يطارد أرنب بيتكلم لمدة كام سنة😍😍.الأهم من ده إنه لقي في أليس والأرنب و نوبة هلوسته مساحة للإبداع مكنشي هيوصلها لو فضل قاعد يحتسي الشاي في الشرفة مع الأصدقاء!

احتياجنا للخيال و لمساحة لل"هلوسة" وإعادة تركيب وفهم حياتنا في كادرات تبدو أكثر حيوية و امتلاء، مش بس احتياج طفولي لكنه احتياج إنساني بيكبر معاك و بيلح عليك كل ما بتضيق عليك مساحة إنك تعبر فيها عن دماغك من غير ما حد يزقلك بوصف أو وصم. 

الهلوسة اللذيذة اللي ممكن تخلق منك كاتب حواديت مبدع مش تهيؤات حسن يوسف😂 هي هلوسة مطلوبة أوقات💚

احنا محتاجين الهلوسة؟ 

آه يمكن محتاجين مساحة "نهلوس" فيها ونكتب علي بابها هنا ترقد الهلوسة، ادخل برجلك اليمين و"ريّح" دماغك علي الدواسة بره. بالمناسبة حالة الهلوسة أول ما ابتدي الناس يحطوها في الكتب مكنتشي تحت كلمة الهلوسة في القرن السادس عشر كانوا بيقولوا عليها "العقل المتجول أو الرحّال" لأنهم كانوا بيعتقدوا أن العقل زي الحصان في البراري محتاج ينطلق وكل ما تحط في وشه حواجز، أوتلّجمه كل ما بيخليه يبان إنه حصان مروّض لكنه في الحقيقة بيفقد جماله الأصيل إنه برّي، متجول ، ورحّال، بيبقي في ترويضه واستكانته  وخضوعه أأقرب لحصان الحناطير البائس.

إحنا محتاجين "نهلوس"!! 

آه ، يمكن لأننا كبار وبنخاف نقول اللي بيجي في دماغنا بشكل مباشر فأوقات بننط و بنلبس جلابية الجنون علشان نرفع من علي روحنا الحرج، يمكن لأن الهلوسة بتخلينا نزور عوالم (لأ مش عالمة اللي هى رقاصة 😂 ) مكناش هنقدر نروحها لو كنا رابطين الحزام علي عقلنا و لجمناه بالخطوة البطيئة للحناطير ومتأكدين من ال"سور".

يمكن العقل بيحتاج يتمرد، أو بيحتاج يتمدد، ينط بره القالب اللي اتعود عليه، والاحتياج ده بيزيد خصوصا لوما بيكون عقل "مبدع" طبيعته كده، خلقته كده،  تركيبته كده زي ما قال نجيب الريحاني😂

احتياج العقل إنه يخطي الحواجز اللي بيحطها لنفسه أو بتتحط عليه، ده احتياج انساني جدًا. لو قربنا من حياة كتير من المشاهير في الفنون كلها، وحتي العلوم زى الرياضيات والفيزيا هتلاقي أن القاسم المشترك من حياتهم هو نوبات الهلوسة اللي كانوا بيشوفوا فيها حاجات غيرهم مكنشي قادر يشوفها ولا يحسها بس هم قدروا يحوّلوا كل العالم اللي حصان خيالهم وداهم ليه  لوحدهم، قدروا يحطوه علي الورق ويترجموه لإبداع في الفن و الأدب و العلم.

يعني احنا بنزقك دلوقتي انك "تهلوس" أكيد لأ وأكيد مش عايزينك تبقي زي ستيف جوبز اللي علي الرغم من عقليته الجبارة إلا إن هوسه بفكرة الهلوسة و الانجاز اللي بيحصله لما بيخطفه حصانه و تاخده الريح في نوبة الهلوسة خليته يوصل لمرحلة إنه بيسعي للهلوسة بشكل متعمد عن طريق العقاقير. أكيد برضه مش قصدي إنك تستسلم لنوبة الهلوسة اللي بتخليك تشوف نفسك سبع رجالة في بعض وأنت مش كده وإلا هتبقي زي دكتور خشبة اللي أقنع المريض بتاعه آه ممكن "يهلوس" و يردد إنه مش قصير قزعة و بكده هيحصي الصبح و يلاقي نفسه طويل و أهبل😂.

يمكن فيه حد فاصل بين الخيال، الهلوسة وبين الإبداع والهلوسة من ناحية تانية و بين الهلوسة و الهروب من الواقع.

لكن قبل ما نفصل و نرسم حدود وهمية بين قدرات العقل اللي مش بيبطل يدهشنا بقدراته وأسراره والمناطق البِكر اللي لسه محدش مسها في عقلك ومستنية لحظة إلهام💚. هيفضل التحدي إنك فعلا محتاج من فترة للتانية تنتابك حالة من الهلوسة اللذيذة جدا و المقبولة في بعض الأوقات، تسيب نفسك ليها، ويمكن تكون من المحظوظين لو قدرت في نوبة هلوستك حصانك ياخدك لإبداع توصل فيه لأورجازم حياتك و تشاركنا فن محدش راحله قبل كده.

لما تنتابك حالة الهلوسة، سيب حصانك يطارد الأرنب السحري في رحلته العجائبية المدهشة بس متنساش تسجل ده من غير ما تشنكله.

و لو خفت من رد فعل الناس اللي حواليك، ابقي قولهم أصل أنا عندي تهيؤات و استحمل الطريقة العلاجية بكب كوباية مية سقعة أو تقدر تقول بمنتهى الخفة

أصل أنا عندي شعرة ساعة تروح و ساعة تيجي

هااااااااا😂😂

الخميس، 4 ديسمبر 2014

يعني إيه "عيلة"!

  مقالة منشورة بملحق ضربة شمس الساخر، جريدة الدستور- جمهورية مصر العربية

تاريخ 4 ديسمبر  2014

تتناول المقالة نقدًا ساخرًا للمثل الشعبي "القرد في عين أمه غزال"، وتطور مفهوم العيلة.

تحرير: خالد كسّاب

رسوم: وليد طاهر