السبت، 2 فبراير 2019

أن أكبر



قرر والدي ذات يوم أن يعلمني كيف أكبر، 

ووافقته على ذلك بينما علت الدهشة أعين أطفالي ظانين أنها ليست 

بالفكرة السديدة.

اعتقد أطفالي، أني متى ما أتقنت الطريقة فسوف استخدمها بسهولة ولربما تسبب ذلك في قفزي عبر السنوات. طمأنتهم، أني سوف أتعلم "كيف أكبر" الآن 

وسأحتفظ بذلك في صندوق سحري لسنوات مقبلة. 

بالإضافة، هناك إمكانية إذا ما عثرت على الطريقة المثلي التي تجعلني "أكبر" فسيكون ذلك منفعة لأطفالي فيما بعد، بداخلي يود أن يصبح أمًا جيدة في كل شيء، أجيب على كافة أسئلتهم حتى تلك التي لم تطرق ذهنهم بعد.

ظلوا يرمقونني بنظرات متعجبة، ثم استسلموا في نهاية الأمر لرغبتي

أراد والدي أن نبدأ الدرس فورا

طلب مني الجلوس أمامه، كنت أوشك على الضحك حين تذكرتني على مقعد المدرسة الابتدائية، بينما والدي يقف أمامي مرتديًا روبه باللون الرمادي الداكن

"عليكي أن تتحلي بالصبر عزيزتي

الشيء الأساسي الذي سأوصيكي بفعله كل يوم عندما تستيقطين، عليك أن تمسي قلبك بكافة يديك. كل يوم افعلى ذلك"

قاطعته وكادت ضحكة تفلت من فمي، "بالطبع تلك صورة مجازية أبي"

"استعارة؟ لا انا اعنيها بالفعل كل صباح يجب أن تقومي بعدة تمارين لمفاصلك ولا تبالغي في ذلك. ثم ضعي يديك مثل الفنجان وطبقه يتوسطهما قلبك

"غمغمت في سري، بالطبع من السهل عليك قول ذلك أبي، فأنت في نهاية اليوم رجل لا تحمل جبلين على صدرك"

استطرد أبي قائلًا

بينما تحتضنين قلبك بكلتا يديك، اضغطي برفق حتى تصل إليك نبضاته، تتخلل أصابعك، تزحف تدريجيا نحو ذراعيك، تصل كدفقة ماء إلى أذنك اليسري

افعلي ذلك كل صباح

لا احد هناك يراقبك، أو يخبرك متسائلًا ماذا تفعلين

حينئذ، بينما تمسكين قلبك، تحدثي إليه

"نعم؟ ماذا تقصد أبي"

أخبري قلبك كل صباح جملة بسيطة تعنينها تمامًا، ولتكن قلبي الصغير الذي أحملك كطفل بين ذراعي كم أود منك ألا تنسى يومًا ما لماذا أنت هنا

أيها القلب، دع الدماء تتدفق كل يوم

لا تنس ذلك

لا تنس ذلك"

افعلي ذلك كل صباح

دون أن يراك أحد

كنت استمع إلى أبي

وظننت لوهلة أن قلبي- بينما احمله بين كفى- يبتسم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق