الخميس، 16 يوليو 2015

كفاية بقر بقى! دراما الموسم- الثانوية العامة

  مقالة منشورة على موقع "زائد 18" بتاريخ 17 يولية  2015

موقع زائد 18 موقع مصري شبابي شامل مستقل مخصص لنشر مقالات الرأي في المجالات المختلفة. يهدف لإتاحة منصة حرة للشباب للتعبير عن أرائهم دون قيود ودون تدخل من إدارة الموقع. يصدر عن مؤسسة زائد 18 للنشر.


مقالة- كفاية بقر بقى!


في تقرير يحمل سمة الطرافة بقدر ما يحمل قفزة ثورية في عالم الزراعة، قدمت الـ بي بي سي في مايو 2015 وصفاً عن استحداث نظام تكنولوجي تتمكن من خلاله البقر من حلب أنفسهم! النظام الجديد بيقدم نفسه في صور متتالية من البقرات السمان بيتم زراعة شريحة إلكترونية تحت الجلد، وتبدأ البقرات في التحرك وفقا للشريحة اللي يمكن اعتبارها "بطاقة هوية" للبقرة تمكنها من حجز مكان في مسارات محددة لكي يتم حلبها.

يعتمد النظام على تحديد "هوية" الأبقار من خلال الشريحة الإلكترونية لتحديد كمية اللبن التي يتم إدرارها، وبالتالي اعتبارها "أوفر الأبقار حظا" والأولى بالرعاية الغذائية والصحية فيما بعد. يذهب التصميم الذكي إلى مستوى سريالي من الطرافة غير المستبعدة للتحقق على أرض الواقع حين يشير أن بإمكان إدخال خاصية تكنولوجية فيما إذا أثارت البقرة شغبا أثناء عملية الحلب أو كما ذُكر تسببت في المتاعب، فسيتم إرسال رسالة نصية للمزارع الذي تمّ توصيفه بأنه ولي أمر "البقرة".

على الرغم من أن التقرير أثار جدلا بين المدافعين عن حقوق "الأبقار" في كل من بريطانيا وهولندا وأستراليا واعتبار التكنولوجيا تتعدى على ما تمّ وصفه بالرادع الإنساني للممارسة اليومية، فإن نفس التقرير قد يثير جدلا لايقل أهمية عن مشهد الأبقار السمان المتراصات بمحاذة إحداهن الأخرى في انتظار الحلب على جانب آخر من العالم.
انطلقت منذ ساعات صافرة "مارثون الثانوية العامة" في جمهورية مصر العربية، امتلأت صفحات الأخبار بأسماء وصور شباب وفتيات ملتصقا بهم نسبة مئوية تمثل قيمة ما تمّ تحقيقه من إنجاز في تلك الموقعة التي تصفها الثقافة المصرية بأنها معركة “مصيرية” فارقة.

عزيزي اللي مستني نتيجة أفشل وأسخف وأحط اختراع اسمه “تنسيق الثانوية العامة”.. اسمحلي أقولك:
إذا كان البقر في الخبر أعلاه مستني دوره في انتظار تطبيق التكنولوجيا عليه، علشان نعرف مين البقرة العفريتة اللي هتدينا إنتاج أكتر، إنت متختلفش عن البقرة بطلة التقرير كتير!

عزيزي القاريء قبل ما تجهز ليستة الشتايم وتتهمني إني باقتل الأمل الأخضر الورور في القلوب الخضرا الورور برضه في الزمن الأخضر الورور، إشمعني هو يعني اللي مش هيخضرّ، أحب أعرفك بنفسي.. 

محسوبتك "بقرة" سابقة، ابتدت عملية التسمين ليها من أولى ابتدائي من خلال الحشو والتدفيس في صفحات كتير وأكاد أقسم بـ "حوافري" العشرين إني مش فاكرة منهم أىّ كلمة غير نشيد الأبجدية الإنجليزي. ارتبط في تعلمي بشكل شرطي بالمزيكا والفساتين الملونة والحفلات الغنائية في نهاية العام الدراسي.

عملية تسميني كبقرة استمرت لحد مرحلة الثانوية العامة، واللي الأستك اتشد فيها لأقصى مدى ممكن، أشبه بحالة الطواريء في أوقات الحروب، والحمد لله عدينا وجبنا خرطوم المية وفسيناه في الحيطة المنيعة وعبرنا بمجموع يليق ببقرة مطيعة بتسمع كلام صاحبها وبتاكل كل الـ "برسيم" اللي بيتقدم ليها وبتمضغه وبتهضمه كويس وبتعيد إنتاجه في شكل إجابات شافية كافية وافية في أوراق الامتحانات زي ما شوال "البرسيم" نص بالظبط.

وتمّ المراد والـ "بقرة" يمكن صورتها مطلعتش مع أوائل "البقر"، لكنها قدرت تلعب في شريحة البقر المتميز اللي كان بينه وبين الدرجة النهائية اللي مفيش حد في أي نظام تعليمي مطلوب منه يحققها أصلا، لكنه – ياللهول- كان فاضل على الحلو تكة.

كبقرة سابقة، خليني أقولك إن الأربعين خانة اللي بتملاهم في التنسيق، واللي غالبا هتجيلك منهم الرغبة (32) في جواب مسوجر على باب بيتكم، مش هم دول قيمتك في الحياة ولا النسبة المئوية اللي وصلت لها، مش هي دي أهميتك، وبلاش تخليها ملتصقة بيك وكانها جزء أصيل في هويتك اللي لسه بتتحسس طريقها، علشان تثبت وجودها كإنسان مش كـ”مجموع طالع له راس بني آدم”.

خليني أقولك إنك هتخوض حوارات مالهاش لازمة عن الاختيار البرستيجي للكليات والاختيار الجغرافي للأمنيات والاختيار الجندري للتخصصات والاختيار الكلاسيكي “أومال مين هيشيل اسم العيلة ومين هيفتح العيادة من بعدي (صوت برطمة داخلية أنا عايزة افتح كشك أصلا) والاختيار النفسي لإشباع رغبات الوالدين اللي مقدروش يحققوها لروحهم في عمرهم، فقرروا يخلفوا كائنات شبيهة لهم، مهمتها إنها تدعك الفانوس وترجع بالزمن أكتر من تلاتين سنة، علشان تنكش الحياة في شكمجية أحلام الوالدين.

كـ “بقرة” سابقة خليني أقولك إنك عزيزي الحامل للشريحة الإلكترونية اللي مش متشافة ومزروعة تحت جلدك، هيتم دفعك دفعا، علشان تمشي في مسارات محددة سابقا، على عكس رغبتك الحقيقية. هتقف في طابور طويل ملتحم مع باقي "البقر"، وهتتشارك الإحساس الغريب المصحوب بالسؤال البديهي: هو أنا ليه مينفعش أدرس اللي بحبه وأشتغل اللي بحبه برضه، وأكمل حياتي بعمل الحاجات اللي بحبها، من غير ما أتخانق مع الأفراد أو في "نظام حلب البقرة"؟! هتفضل تتحرك على حسب ذبذبات الشريحة اللي بتشدك بقوة المغناطيس لنهاية المسار علشان تلاقي نفسك بتاخد "ختم" الشفخانة: جامعة كذا.
هتخش الجامعة اللي لو صادفت إنها رغبتك، فأنت هتكون معروف في السنة الأولى في اليوم الأول من أول شعاع أهو الي شايف روحه/ها "البقرة المقدسة" اللي قربوا يقدموا لها القرابين للعبادة، وإذا كان قرار التنسيق شلوتي النزعة وحدفك علي الرغبة غير المتوقعة في آخر الليستة، فأحب أقولك حصلت لـ "بقر" كتير قبلك، فاثبت كده، علشان إنت وافد على المزرعة الجديد.
كـ "بقرة" سابقة بتكتشف أن سنين عمرك في الجامعة تقدر تسكنها تحت تشابتر "مفيش"، وزي ما خرجت من ابتدائي بنشيد الأبجدية، غالبا هتخرج من الجامعة بفكرة أو اتنين، والكثير جدا من الولا حاجة، وزي ما البقر بيختموها في الشفخانة علشان يتأكدوا إنها صالحة للاستهلاك الآدمي، بيختموك إنت برضه، وإنت متخرج من الجامعة.. هيدوك شهادة "كبيرة"، بس محدش هيفهمك يعني إيه "كبيرة"، ومقاسها الكبير ده مقارنة بمين ومع أنهي شهادة تانية في بلد تانية!

يا صديقي اللي مستني السمنة من بطن النملة وقاعد على أحر من الجمر مستني تنسيق الثانوية العامة، أنا مش عايزاك تحبط، لأننا يا عزيزي كلنا "بقر".إحنا السابقين حاولنا نتمرد على الشريحة المغروسة في الجلد، ويمكن وصلنا متأخر شوية، لكن إنت كـ "بقر" مستجد لسه قدامك فرصة.

استقبل نسبتك المئوية اللي الست الوالدة بتضيف عليها عشرة في المية وهي بتتباهي قدام الجيران، وأعرف إن الرقمين دول مش هم قيمتك الفعلية. خض معركتك بشجاعة في اختيار الكلية اللي أنت عارف ومتأكد إنك هتقدر تنجح فيها، ولو عندك ضلالات مجتمعية وهلاوس عائلية بفعل الضغط المستمر، احسم خوفك بدري رد عليهم ببساطة: إن شاء الله الصبح بدري هنجيب اتنين رجالة شداد هيشيلوا اسم العيلة ويطوحوه لأبعد نقطة ممكنة، وركز إنك تكتشف نفسك إنسانيا ومعرفيا في مجال يناسب قدراتك وتحمل نتيجة اختياراتك بكل شجاعة.

ابني لنفسك طريقة للتعلُم عن الحياة كلها تكون أكبر من حيطان مدرسة أو جامعة او مدرج لسه بيفصلوا فيه البنات عن الولاد أحسن الخطيئة تقع لو كوعك خبط في إيد زميلتك، وأكبر من مقررات تقدر تقراها كلها بضغطة زرار على الإنترنت. 

اخلق لنفسك مساحة حرة للتفكير والاختيار باللي يناسبك، وصَحي فضيلة الشك المنسية.
ببساطة.

اتعلم إنك تجهز روحك للدنيا "الكبيرة" مش بالشهادة الـ "كبيرة" اللي هيختموك بيها كمواطن "بقرة" صالح لم يثر شغبا طيلة فترات انتظاره للحلب المتوحد مع شريحته، المتسق مع مساره المحدد سلفا.

استعد، لكن بدماغ "كبيرة" تكون قادرة إنها تفند وتزيل الغشاوة عن كل اللي هيتباع لك بعد كده في ورق سوليفان، سواء من البشر أو الواقع.

أتمنى لك عتبة جديدة لحياة تشبه روحك وتفاصيلك
وكـ "بقرة" سابقة، أحب أبلغك سلام باقي البقر اللي بيحاولوا يتأقلموا جوه الشفخانة، لغاية ما نتشعبط في جلابية ثورة نؤمن فيها أن التعليم والتعلُّم هم في الأصل حرية واختيار.
وساعتها هنهتف بصوت واحد: "كفاية بقر بقى".

الاثنين، 23 مارس 2015

عن الوعد والعجز: قراءة في مفهوم "البيت" عند أم كلثوم، أنت عمري

 مقالة منشورة في جريدة الشروق- جمهورية مصرالعربية

تاريخ 24 مارس 2015


لماأم كلثوم غنت «إنت عمرى» الجمهور ردد وراها عظمة على عظمة يا ستو لما أنا سمعت الأغنية أول مرة.. قولت لنفسى هى ليه الست عظمة بتوعده ب حاجة هى متملكهاش محدش فينا بيملك عمره... لا اللى راحو لا اللى جاى محدش فينا يقدر يهدى العمر ده لحد تانى.. حتى لو كان أقرب الناس ليه بنقف عاجزين ان ايدينا تفضل متبتة فى اللى بنحبهم لو ساعتهم جت ونزلوا من القطر فى محطتهم ليه الناس انبسطت وبتنبسط وهتنبسط لما أم كلثوم قالت «إنت عمرى».. ليه الناس مش بتغنى للى بيحبوهم وبيقولوا «إنت بيتى» فى مرحلة من عمرك مبتكونشى بتدور على سنين جديدة ولا أيام على كالندر منور باسمك فى دفتر الأحياء فى مرحلة ما من عمرك مبتكونشى قادر تناهد فى حاجات بتثبتلك طول الوقت انك عاجز وضعيف وهش....زى الزمن....زى الاختيار وزى الحياة اللى ممكن تمنع عنك بدون أدنى منطقية فى الأحداث. فى مرحلة ما عمرك مبيكونشى شىء جميل تهديه للى بتحبه... يمكن لأنك لسه بتتصالح معاك وبيك على الدنيا....او لسه بتحاول تفهم غلطات فى عمرك اللى فات.. او بتحاول ترقع خروم روحك لينكشف شعفك فى عمرك اللى جاى لما أم كلثوم غنت «إنت عمرى»... والناس قالت وراها عظمة على عظمة يا ست... كانوا أكيد مبسوطين بس اللى بستغربله انهم طول السنين وقفوا بعداد الحب والتقدير لشخوص إلى بيحبوهم عند الـ«عمر» اللى ممكن تمنحه للى بتحبه كأقصى هدية مع انك مش بتملكها بتخيل ان فى مرحلة ما من المزيكا والطرب والحياة مش هنغنى «إنت عمرى» بتخيل اننا هنقول لبعض «إنت بيتى» البيت اللى بتروح فيه وبتحسه انه ليه ريحة وطعم وتفاصيل بتخليك تقلع هدومك وهمومك وتبقى بلبوص زى ما انت باقل قدر ممكن من التجمل والتجميل والتلصيم والترقيع.. البيت اللى بتحس فيه انك ممكن تتكوم وتكرمش جوه روحك ولو حد سألك انت فين... مبتنزلشى ليه... هترد عليهم «انا فى البيت».. البيت اللى ممكن تبنيه مع حد بتحبه فتفضل التفاصيل على الحيطان.. اللى بتفكرك انك على باب المطبخ كنت بتطول بقيمة 3 سم كل اسبوع وكل شرطة على الباب هى ضحكة انك بقيت طويل واهبل.. البيت اللى ممكن تخش فى ركنة منه وتطفى النور وتفضل نعيط وتعيط وتعيط لغاية ما تشهنف وبعدين تروح تمسح برابيرك وتطلع للدنيا ولما حد يسألك وأنت عامل ايه؟ ترد عليهم وعنيك مقورة زى الطماطم وعندك كبرج تيرانى اصيل.... انا ميت فلو اربعتاشر البيت اللى بتلملم فيه قصاقيصك وصورك وضهر الكراسة اللى بتكتب عليه أى كلام والسلام وفاكر نفسك شاعر الجيل فى العامية... ولما بتيجى تسافر بتقف قصاد كومة من الحاجات اللى عايز تشيلها معاك... وبتكتشف انك محمل دائما بوزن زائد متشعلق فى «بيت» متقدرشى تعبيه فى شنطة سفر ولا تستحمله طيارة واحدة تاخدك لابعد نقطة على الخريطة وفى الحقيقة انك لسه connected لل«بيت» فى زمن ما هنغنى لبعض «إنت بيتى» هيقولوها الناس لما ياخدوا قرارهم الحياتى.... انهم يبنوا.... «بيوت» حقيقية تشبه روحهم مش يتكوموا ويكوموا حاجات فى مساكن» هيغنوها الناس لما يحسوا انهم هم اللى بيعملوا الفرق فى البيوت وفى الاماكن ويبتدوا ينسجوا بصبر وبحب «بيوت» بتكون قايمة على أفكارهم اللى متقبلشى المفاوضة ولا المساومة ولا المناهدة هيدندونها الناس «إنت بيتي» وهم بيفضلوا يتشعبطوا فى الاماكن وفى الناس وفى القصاقيص الصغيرة... اللى بتربطهم وبتخليهم ينتموا لمساحة جوه روحهم اسمها «بيت» هيصدقوها الناس لما ال«بيت» يبقى المساحة على خريطة روحك اللى بتخليك قادر تقعد مش متكتف كأى مواطن صميم بالفانلة والشورت فى يوم حار جدا....بس قادر انه يتباهى ويتماهى مع عيوبه قصاد حد... علشان ال«حد» ده... هو «بيته» إنتى بيتى و أنت بيتى «بيت» يعنى سكن يعنى شنطة «عمرك» كله بكل ما فيها... زغاريط وخيبات وهلاوس وانتصارات.. واوهام كنا فاكرينها حقايق.. وحقايق طلعت فى الآخر فنكوشية النكهة......البيت يعنى اللحظة اللى بكل ما فى عزمك تحدف الشنطة اللى شايلة «روبابيكيا» روحك.....لابعد نقطة ممكنة.....وانت متأكد انك هتلاقيها.. هتلف وترجع وتلاقيها مع شخص هيكون «بيتك» او مع مساحة ونسانة فى روحك هتبقى هى «بيتك» فى زمن تانى الناس هتغنى «إنت بيتي» وانت و«سكنى» مسانا بيوت.....مليانة مزيكا.... و ونس وإحنا.

الخميس، 29 يناير 2015

الخميس، 8 يناير 2015

عن الحزن

 مقالة منشورة بملحق ضربة شمس الساخر، جريدة الدستور- جمهورية مصر العربي

تاريخ 8 يناير  2015

تتناول المقالة تأملات عن الحزن.

تحرير: خالد كسّاب

رسوم: وليد طاهر



الخميس، 18 ديسمبر 2014

الخميس، 11 ديسمبر 2014

هلوسة إبداعية: وركبنا حصان الخيال..درجن، درجن، ردجن!

 مقالة منشورة في جريدة التحرير المصرية- ملحق ضربة شمس

تاريخ 11 ديسمبر 2014

تحرير: خالد كسّاب، رسوم الفنان: وليد طاهر.

***********

هلوسة إبداعية: وركبنا حصان الخيال ......  درجن، درجن، درجن!


حسن يوسف في الفيلم المصري "للرجال فقط" قدم لينا أول تصور دمه خفيف عن الهلوسة و اللي كانت نتيجة عن الكبت الجنسي اللي بيعيشه مهندس في الصحرا مبيشوفشي جنس واحدة ست ، فابتدي عقله يحاول يسرسب الكبت اللي عنده ده في شكل تهيؤات إن فيه ستات في الصحرا! و الفيلم الكوميدي موقفشي عند تقديم حالة التهيؤات أو الهلوسة لكنه كمان اتبرع مشكوراَ باقتراح أن اللي بتنتابه الحالة دي علاجه ان حد يكب علي صاحب الهلوسة/ التهيؤات كباية مية سقعة فيرجع أخينا بابتسامة لطيفة ظريفة (ومننساش ان علم النفس انتحر من المعالجة الكوميدية دي😎😂

علي قد ما الفيلم حاول يقدم وصف كوميدي لحالة الهلوسة، علي قد ما برضه نجح إنه يشاور علي سؤال يمكن مبنقدرشي نقوله بشكل مباشر: لو عندك فكرة مردوم عليها التراب جوه عقلك وأن مش واعي بيها يا تري ممكن الفكرة دي تفضل تعشش جوه من وتكبر تبقى شوية تهيؤات أو هلوسات؟ طب يعني إيه هلوسة وجواها معشش إيه وهل هي حاجة حلوة و لا من اسمها كده تحس انك خلاص هتلبس القميص بالمقلوب يا عنبة!


واحنا صغيرين كبرنا علي حدوتة "أليس في بلاد العجائب" اللي كانت "أليس" البنت صاحبة الخيال الواسع واللي بتهرب جواه لحواديت بتخرجها من حياتها المملة. كانت بتقابل مغامرات و شخصيات شقية جدا بتملاها بالحياة  و الشقاوة اللي كانت مفتقداها في حياتها العادية. في نفس الوقت حدوتة "أليس في بلاد العجائب" كانت أكتر حاجة بتميزها هي الخيالات الكتيرة عن الحاجات اللي بتصغر عن حجمها أو بتكبر أوعن ورق الكوتشينة اللي بيتكلم و يرد علي أسئلة أليس الشقية جدا في مطاردتها للأرنب السحري.

الحدوتة اللي مكنتشي ملتوتة وكانت مصدر سعادة لينا في طفولتنا هي أبسط تجسيد للهلوسة اللذيذة المبتكرة💚

مش حاجة وحشةإنك تمتلك من الخيال فقاعات تقدر تنط فيها ولو بشكل مؤقت علشان تقدر تحقق جوه الفقاعة بتاعتك انتصار خيالي لبعض الوقت. مش حاجة وحشة إنك يبقي عندك القدرة الهايلة إنك تتخيل الأشياء الجامدة جدا و كأنك بتديهم قُبلة الحياة وبتشدهم معاك في سلسلة من الحوارات علشان تلاقي إجابات لكل الأسئلة اللي بتنكش دماغك.

مش حاجة وحشة برضه أن شوية "هلوسة" بتساعدك انك تلاقي البراح الي تقدر تسيب عقلك اللاواعي يتحرك فيه بحرية من غير فلاتر ولا مقاومة ومن غير ما تتكتف بقميص العاقلين اللي مكتوب علي التيكت بتاعه "عيب متقولشي و غلط متسألشي و انت اتجننت قاعد تكلم المخدات😂😂

تقدر تتخيل معايا أن المبدع "تشارلز لوتويدج دودسون" اللي كتب حواديت "أليس في بلاد العجائب" يا تري كام نوبة هلوسة مرت بيه و خليته يطارد أرنب بيتكلم لمدة كام سنة😍😍.الأهم من ده إنه لقي في أليس والأرنب و نوبة هلوسته مساحة للإبداع مكنشي هيوصلها لو فضل قاعد يحتسي الشاي في الشرفة مع الأصدقاء!

احتياجنا للخيال و لمساحة لل"هلوسة" وإعادة تركيب وفهم حياتنا في كادرات تبدو أكثر حيوية و امتلاء، مش بس احتياج طفولي لكنه احتياج إنساني بيكبر معاك و بيلح عليك كل ما بتضيق عليك مساحة إنك تعبر فيها عن دماغك من غير ما حد يزقلك بوصف أو وصم. 

الهلوسة اللذيذة اللي ممكن تخلق منك كاتب حواديت مبدع مش تهيؤات حسن يوسف😂 هي هلوسة مطلوبة أوقات💚

احنا محتاجين الهلوسة؟ 

آه يمكن محتاجين مساحة "نهلوس" فيها ونكتب علي بابها هنا ترقد الهلوسة، ادخل برجلك اليمين و"ريّح" دماغك علي الدواسة بره. بالمناسبة حالة الهلوسة أول ما ابتدي الناس يحطوها في الكتب مكنتشي تحت كلمة الهلوسة في القرن السادس عشر كانوا بيقولوا عليها "العقل المتجول أو الرحّال" لأنهم كانوا بيعتقدوا أن العقل زي الحصان في البراري محتاج ينطلق وكل ما تحط في وشه حواجز، أوتلّجمه كل ما بيخليه يبان إنه حصان مروّض لكنه في الحقيقة بيفقد جماله الأصيل إنه برّي، متجول ، ورحّال، بيبقي في ترويضه واستكانته  وخضوعه أأقرب لحصان الحناطير البائس.

إحنا محتاجين "نهلوس"!! 

آه ، يمكن لأننا كبار وبنخاف نقول اللي بيجي في دماغنا بشكل مباشر فأوقات بننط و بنلبس جلابية الجنون علشان نرفع من علي روحنا الحرج، يمكن لأن الهلوسة بتخلينا نزور عوالم (لأ مش عالمة اللي هى رقاصة 😂 ) مكناش هنقدر نروحها لو كنا رابطين الحزام علي عقلنا و لجمناه بالخطوة البطيئة للحناطير ومتأكدين من ال"سور".

يمكن العقل بيحتاج يتمرد، أو بيحتاج يتمدد، ينط بره القالب اللي اتعود عليه، والاحتياج ده بيزيد خصوصا لوما بيكون عقل "مبدع" طبيعته كده، خلقته كده،  تركيبته كده زي ما قال نجيب الريحاني😂

احتياج العقل إنه يخطي الحواجز اللي بيحطها لنفسه أو بتتحط عليه، ده احتياج انساني جدًا. لو قربنا من حياة كتير من المشاهير في الفنون كلها، وحتي العلوم زى الرياضيات والفيزيا هتلاقي أن القاسم المشترك من حياتهم هو نوبات الهلوسة اللي كانوا بيشوفوا فيها حاجات غيرهم مكنشي قادر يشوفها ولا يحسها بس هم قدروا يحوّلوا كل العالم اللي حصان خيالهم وداهم ليه  لوحدهم، قدروا يحطوه علي الورق ويترجموه لإبداع في الفن و الأدب و العلم.

يعني احنا بنزقك دلوقتي انك "تهلوس" أكيد لأ وأكيد مش عايزينك تبقي زي ستيف جوبز اللي علي الرغم من عقليته الجبارة إلا إن هوسه بفكرة الهلوسة و الانجاز اللي بيحصله لما بيخطفه حصانه و تاخده الريح في نوبة الهلوسة خليته يوصل لمرحلة إنه بيسعي للهلوسة بشكل متعمد عن طريق العقاقير. أكيد برضه مش قصدي إنك تستسلم لنوبة الهلوسة اللي بتخليك تشوف نفسك سبع رجالة في بعض وأنت مش كده وإلا هتبقي زي دكتور خشبة اللي أقنع المريض بتاعه آه ممكن "يهلوس" و يردد إنه مش قصير قزعة و بكده هيحصي الصبح و يلاقي نفسه طويل و أهبل😂.

يمكن فيه حد فاصل بين الخيال، الهلوسة وبين الإبداع والهلوسة من ناحية تانية و بين الهلوسة و الهروب من الواقع.

لكن قبل ما نفصل و نرسم حدود وهمية بين قدرات العقل اللي مش بيبطل يدهشنا بقدراته وأسراره والمناطق البِكر اللي لسه محدش مسها في عقلك ومستنية لحظة إلهام💚. هيفضل التحدي إنك فعلا محتاج من فترة للتانية تنتابك حالة من الهلوسة اللذيذة جدا و المقبولة في بعض الأوقات، تسيب نفسك ليها، ويمكن تكون من المحظوظين لو قدرت في نوبة هلوستك حصانك ياخدك لإبداع توصل فيه لأورجازم حياتك و تشاركنا فن محدش راحله قبل كده.

لما تنتابك حالة الهلوسة، سيب حصانك يطارد الأرنب السحري في رحلته العجائبية المدهشة بس متنساش تسجل ده من غير ما تشنكله.

و لو خفت من رد فعل الناس اللي حواليك، ابقي قولهم أصل أنا عندي تهيؤات و استحمل الطريقة العلاجية بكب كوباية مية سقعة أو تقدر تقول بمنتهى الخفة

أصل أنا عندي شعرة ساعة تروح و ساعة تيجي

هااااااااا😂😂

الخميس، 4 ديسمبر 2014

يعني إيه "عيلة"!

  مقالة منشورة بملحق ضربة شمس الساخر، جريدة الدستور- جمهورية مصر العربية

تاريخ 4 ديسمبر  2014

تتناول المقالة نقدًا ساخرًا للمثل الشعبي "القرد في عين أمه غزال"، وتطور مفهوم العيلة.

تحرير: خالد كسّاب

رسوم: وليد طاهر



الخميس، 27 نوفمبر 2014

ماذا لو ستات العالم بكرة الصبح اتفقوا أنهم مش هيلبسوا "برا"؟



 مقالة منشورة بملحق ضربة شمس الساخر، جريدة الدستور- جمهورية مصر العربية

تاريخ 27 نوفمبر  2014

تتناول المقالة فكرة خيالية عن رفض النسء ارتداء "البرا"؟ ماذا سيحدث؟

تحرير: خالد كسّاب

رسوم: وليد طاهر





الخميس، 6 نوفمبر 2014

ماذا لو طلع المؤرخين "بيشتغلونا"؟

 مقالة منشورة بملحق ضربة شمس الساخر، جريدة الدستور- جمهورية مصر العربي

تاريخ 6 نوفمبر  2014

تتناول المقالة تأملات عن القدر، السفر، المطارات.

تحرير: خالد كسّاب

رسوم: وليد طاهر



معنى كلمة "خبرة" في الثقافة المصرية، وبخاصة للنساء.

 مقالة منشورة على موقع "نون" بتاريخ 6 نوفمبر 2014

موقع "نون" هى منصة تتناول قضايا النساء، اهتمامتهنّ، خبراتهنّ في المجتمع المصري، كما تقدم الدعم النفسي والمساندة من خلال ورش إبداعية وفنية تغطي أكثر من خمس محافظات بجمهورية مصر العربية. المنصة هى امتداد لرؤية جمعية الفن للتنمية المصرية.

كلمة خبرة بالخط العربي

يعني إيه كلمة "خبرة"؟

بينما أبحث عن معنى كلمة "خبرة" استوقفتني استخدام الكلمة نفسها بشكل كوميدي في أحد أشهر الأفلام المصرية "التجربة الدنماركية" للفنان عادل إمام.

مشهد من فيلم التجربة الدنماركية، للفنان المصري "عادل إمام"

يقولك فلان ده "خبرة".. فأنت تفط ف دماغك راجل أو ست كبار في السن مثلًا واشتغل في الحتة دهيّات وقت من عمره فراحوا رصوا السنين فوق بعضيها وبالتالي هي دي الخبرة

بس الحقيقة إن الخبرة مش هي إنك ترص السنين، اللي هي بدورها مجرد رقم أجوف خالي من المعنى، إلا إذا إنت -وش حد بيزغدك في كتفك عشان تصحصح- حطيت على السنين دي معنى وابتديت تسأل نفسك: يعني إيه خبرة؟

الطفل الصغنتت في أول مرة يحط صوابعينه الصغنتتين في كوبس الكهربا رامي ورا ضهره كل زعيق أمه اللي بيخرق الحيطان، لكنه مش بيخترق رغبته في الكشف والاكتشاف عن العالم السري اللي ورا الخروم.. بالنسباله الخروم السودة هي مكان مثير جدًا للاكتشاف ولازم انتصر عليه بالطريقة اللي أعرفها.. الخروم السودة بالنسباله هي ثقوب سودا لسه ميعرفش عنها حاجة ولسه مفيش بيانات دخلت دماغه هو.. بطريقته هو.. مش بزعيق أو بطريقة حد تاني عنها.. فبيستجيب وبيحط صوابعينه وع البركة بيعمل إزززز

الغريب إن نفس الطفل مع نفس الفيشة مع نفس الخروم مع نفس الصوابعين اللي عايزين يتاكلوا أكل، بيفضل يكرر نفس عملية الكشف والانتصار على الثقوب السودا، بس في المرات التانية ممكن يكون لأسباب مختلفة، مش عشان هي مجهولة بالنسباله.. لكن عشان يعاند الست دي أمي.. في أول خناقة عشان يثبت "لأ بقى أنا كمان عندي رأي وصوابعين". 

ومع الوقت بتتكون مع الطفل اللي تاعب قلب اللي خلفوه في رحلته الطبيعية جدًا، إنه يكبر وياخد كل حاجة حواليه بالحضن وبالصوابعين عشان يكتشفها؛ هو لسه بيحاول يكونله "خبرة" عن العالم الكبير دوّت.. النور أوي دوّت اللي مختلف عن العالم، اللي الكهربا كانت قاطعة فيه مفيش كشافات في رحم أمه

وهو بيحجز نسخته من باكيدج الـ"خبرة" جزء كبير منها بيتكون من التربيطات والوصلات اللي بيقدمهاله أي حد أطول منه وأكبر منه.. زي مثلًا زعيق أمه أو ضربها ليه كل ما بيعمل محاولاته الكشفية في أدغال الفيش، أو يمكن "وجعه" هو الشخصي لما بينور مكان أي لمبة موفرة للطاقة (أحيييه) وبيعمل إززز

وبيكبر وبيخش الدنيا بباكيدج خبرة او اللي بيسموه "برمجة" مجتمعية،  مليان أسلاك ووصلات كهربية متعشقة في بعضها زي سلك التلافون الملعبك، بس بتبتدي بزعيق القريبين منه.. اوعي تعمل كدهوت ليحصلك العو ياكلك مثلًا.. أو حاطط فيها التاتش بتاعه هو الشخصي من كوكتيل مشاعر مش فاهمه، لكنها هي اللي بتخلي بعض السلوك جوة لمبة روحه بعضها أحمر يعني مواقف قابلة لتفجير مشاعر غضب وضيق أو حروق جسدية ونفسية مش سهل يتعافى منها.. أو سلوك جوة نفس ذات اللمبة وجنب نفس ذات السلك الأولاني بس لونها أخضر، يعني المواقف اللي بتتدفق فيها روحه زي شلال مقداموش أي حواجز لغاية المصب اللي عايز يوصله

الطفل مبقيعدش مع نفسه ويفلي روحه عشان يشوف السلك الأحمر ولا الأخضر، ولا أي واحد فيهم.. لأن لسه صفحة روحه ميتها رايقة.. المية فيها ماشية تتمختر على وش الحياة بإيقاعها هو وبقدراته هو، لأنه الكائن الأذكي اللي بيحاول يتحايل على فكرة طرده من جنة الـ"رحم" وبيحاول يشوف العالم اللي براه في رحلة صيد وكشف طول الوقت

نفس الطفل لما بيكبر بيخوض وياخد باكيدج الـ"خبرة" من ناس كتير جوة دايرة رحم بيته وبراه

وبيكبر نفس الطفل وبيبقى شحط طويل عريض، شنبه يقف عليه الصقر ويعمل بيبي ويمشي، ويقوم فاقعنا في السي في c.v ويقولك عندي خبرة شخروميت سنة في تصليح جلدة حنفية حمام بيتنا بخبطة واحدة على الحنفية

وإحنا طبعا نقول واااااااو

اتكونت إزاي الخبرة.. اتكومت.. اتراكمت.. اتضربت في الخلاط.. دي بتاعته هو.

بس الغريب إن الطفل اللي كان لسه معندوش "خبرة" ولسه بيحسس في طريقه زي الشيخ حسب النبي في الساونا.. كانت رحلة الكشف مرتبطة معاه إن معندوش "يقين" كافي من أي حاجة، فلازم يجربها لغاية ما يلاقي السلك اللي يشيله جوة روحه.

لما بيكبر بيبتدي يتحول لكائن كسول.. أيون.. مغلف بطبقة سميكة جدًا من الـ"يقين" إنه فاهم كل حاجة وعارف كل حاجة، وأصلًا كل الهري والغلي دوّت عدي عليّ قبل كدهوت، وأنا بقى البُورَم اللي فاهم الفول واللي زرعه

والغريب أكتر إنه بالرغم من كل ادعاءات الـ"خبرة" وكل هطل الـ"يقين" لكنه برضو بيقابل ثقوب سودا في فيشة على حيطة مواقف الحياة، وبتلاقيه برضو بيحط نفسه مش بس صوابعينه وبيعمل إززززز

طب ليه الرغي ده برضه؟!

عشان الخبرة من وجهة نظري مش معناها إنك بقيت في المربع ده فترة طويلة من الزمن، فبقيت واد خبرة يعني (وبالمناسبة.. مش عارفة ليه لما بيتقال البنت دي خبرة لازمن يبقي معناها قبيح.. غالبًا كل حاجة بتتقال على البنت بتبقى أوبح.. يعني ما علينا).. البقاء في الأماكن الثابتة فترات طويلة بيفقدك القدرة على الاندهاش بثقوب الفيشة الموجودة على الحيطة لأنك ابتديت تعرفها وتربط أسلاك جوة روحك مرتبطة بيها.

الخبرة هي قدرتك إنك ترسم رحلة لنفسك بتكون قادر فيها علي اللي بيسموه authentic learning يعني تعلم حقيقي.. هو فيه تعليم حقيقي وتعليم مضروب.. آه ممكن جدًا.. التعليم الحقيقي هو اللي إنت روحك نفسها بتنضرب في الخلاط، وبتقدر على الرغم من إن التجربة بتتعلق بيك إنت إلا إنك تنسلخ كدهوت زي فروة الخروف منها، وترجع خطوتين لورا وتبص على نفسك جوة المعجنة وتبتدي تعمل أهم مهمة من وجهة نظري للإنسان على الكوكب البائس ده إنه يعمل learn, unlearn and relearn. 

ودي يعني إيه يا ولاد (أصلًا زمانكو نمتوا ومش مكملين قراية، بس ولو أنا هكمل رغي).

يعني رحلة التعلم الحقيقي اللي بيكون فيها الإنسان قادر إنه يبص على السلوك الحمرا والخضرا (اللي هي اتكونت واتوصلت وادت أهميتها من مواقف حياته)، ويعرفها كويس أوي وبعدين يبتدي يفككها.. يفكك كل التربيطات مع الحاجات اللي كانت بتستجلب له الحزن.. وده الاغلب.. أو اللي بتخليه يخبط على بيبان الفرح.. ويعيد تركيبها في ثقوب سودة في فيشة جديدة على حيطة لسه قادرة إنها تبهره، برغم عمره الرقمي اللي بيوحي إن عنده خبرات.. لكنه في الحقيقة معندوش تعلم حقيقي.

لما تيجوا في الإنترفيوهات تسألوا الناس عن الخبرة بلاش تنبهروا بالسنين.. انبهروا بقدرتهم إنهم يجاوبوا على سؤال "إنت اتعلمت إيه في مشوار حياتك؟ وإيه اللمبات اللي إنت بنفسك نورتها".

لما تيجو تقابلوا ناس في حياتكم بيفكروكم بناس تانية أو بباكيدج خبرات تانية قبل ما تلجؤوا لأكسل حيلة على وش الأرض، إنك تعمل نفسك فكيك وبُورَم وفاهم.. ادّي نفسك فرصة إنك تفهم الأسلاك جوة روحك، والأشخاص الجداد يا تري ليه ارتبطوا بالأسلاك سوا الحمرا أو الخضرا.. لما تقابلوا ناس في حياتكم اتعلموا بمنطق الطفل اللي لسه الخروم السودة في الفيشة قادرة إنها تثير فضوله لرحلة الكشف.. مش بس ليهم.. له هو/ هي شخصيًا. 

لما تيجوا تبصوا على موقف معين بلاش تبصوا عليه بعين الخبيرة الإسطراطيجي اللي هيجيبلك بقى من تحت الحوض، وعرضوا دماغكم ومتكشكشوهاش إنكم تتعلموا.. وتفكوا حتة البازل اللي كانت واقفة في الزور، وتتولدوا من أول وجديد مع كل خبرة تعلم حقيقي.

الطفل لما طلع من رحم أمه في أول مرة كان بيصرخ في وشنا.. لأننا طردناه من الـ"جنة" اللي يعرفها.

لكنه مش عارف إن فيه "جنة" تانية مستنياه اسمها رحلة.. تعلمه هو الحقيقي.. وإنه يكون "خبرة" حياة.. حقيقية تبقى على قد بصمة روحه هو مش حد تاني.

بس كده.

وصباحو.. ولادات للحياة لكن مش بتقول واء واء.. لكنها بتوعدنا برحلة للـ"جنة" تستحق إنك تحجز فيها أول واحد.. ومفيهاش سواق غيرك إنت، أو هكذا يخيل ليك.