نص "ضفيرة" منشور
"بمجلة "نصوص من خارج اللغة"، وهى مجلة فصليّة مُحكمة.
ضَفيرة
الرجلُ الذي أُحبُّ يُشيرُ إلى ذقن أبي
المُدبب في صورةٍ مُؤطرةٍ بالغياب
يُدحرجُ جملةً أو اثنتين في طريقي اليوميّ
نحو نفسي
ثم ينهمكُ دونما التفاتٍ في العودة إلى
مسار كوكبه
"تُشبهين والدك"!
كنتُ أظنُّ أني أُشبهُ أمي، السنُّ
المعقوفُ الذي لايعلم بوجودِه سوانا.
نمارسُ ما نجيد طهوه كل يوم
أن نختبىء
خلف السنِّ المعقوف
ابتسامةٌ ممتدة
عجينٌ لا يختمر
وتشبثُ يدٍ تؤلم كلانا بطفلٍ ـ قد كان ـ
لا يُغادر الذاكرة.
الرجلُ الذي أُحبُّ يُشيرُ إلى ذقن أبي
المُدببة
يتلمَّسُ شفتاي برفقٍ ليطبعَ قُبلةَ وِردِ
الاكتمال اليومي
يُخبرُني أنِّي أحمل نفسَ الامتداد وبين
ما ظننتُ أنِّي أُغادره
غير أنَّ أبي فَقَد صوتَه منذ أربعين
عامًا أو أكثر
ثمّ استخدم ساقيه الطويلتين ليبحث عمَّا
فقد.
أربعون عامًا أُخرى من التيه في صحراءِ
رُوحه
مذ ذاك الوقت بِتُ أجوب زوايا الذاكرة،
أبحثُ عن بقايا صوت
ألملمُ ما أعثر عليه لأصنع منه جديلةً
لأُعيد للذاكرة نهراً باللون البُنىي
يعكسُ خُصلاتٍ ذهبيةً تمً قصها ذات غضب.
أتأكدُ أني أصل ما لايمكن وَصلَه بعد
اليوم
أخلعُ عنَّي ضفيرتي لترقد ساكنةً في أحد
أدراج مكتب أبي الصاج القديم
لترقد في صمتٍ بجانب ضفيرة أُخرى تمَّ
اقتلاعُها بمنجلٍ ذات طفولة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق