الثلاثاء، 7 فبراير 2023

اعتراف- نصوص خارج اللغة

 نص "اعتراف" منشور

"بمجلة "نصوص من خارج اللغة"، وهى مجلة فصليّة مُحكمة




اعتراف

 

حين تلتصق أجساد المُحبين تذوبُ الحدودُ الفاصلةُ بين إطارين

تَتَكَشّفُ حديقةُ أحدهما للآخر

تتهتكُ اللغةُ المنسيَّةُ المكمورة برِفقٍ في مسارب الروح

تستحيلُ إلى سَيلٍ أبيض من صمتٍ مشبوبٍ بالوَهج

حين يلتصق جسدان في فعلٍ حميمي

يمنحُ كلاهما الآخرَ أيضًا صِّكَ الولوجِ،

للكراهية.

 

لا نمارسُ الجنسَ مع أصدقائنا أو مَن نودُّ أن يكونوا كذلك

فالكراهية مستحيلةٌ بحضورهم

نرسمُهم امتدادًا غيرَ مرئيٍّ يتجاوزُ المسافةَ،

الظلَّ،

الماء والطريق

نَملأُ المسافةَ بين إطاريِّ الجسد  

وانعكاسِ الصورة  

وحرارةِ مسامِ الجلد المحترقة بتجلٍّ إلهي

حضورٌ يجمعُ  في ملكوته

الشياطينَ،

الملائكةَ،

الثعابين،

وحمائمَ تُحلِّقُ في سماءٍ مُمتدة

 

لا نمارسُ الجنس مع أصدقاءنا أو مَن نودُّ أن يكونوا كذلك

في البدء، ننخرطُ في تمارين التأله في حَضرَتِهم

نضعُ عنَّا الأقنعة

نصبحُ أكثرَ هشاشةً

والتصاقًا

ونداءًا

ووصلًا

وصلاةً

وصِلة.

 

لا نمارسُ الجنسَ مع أصدقاءنا أو مَن نودُّ أن يكونوا كذلك

الجنسُ فِعلُ بعثرةٍ وتشرذم

نخرجُ من حافته مُنهكين من هَولِ الاجتياح

يستلزمُ الأمرُ دقيقةً أو عدة سنوات كى تلتئم.

 

لا نمارسُ الجنسَ مع أصدقائنا أو مَن نودُّ أن يكونوا كذلك

فنحن نأتي عتباتهِم كى نُرممَ أعاصيرَ الروح

ليستقيم البدنُ كما جُبِل عَليه  

واقفًا مُمتدًا ناصبًا عمودُه الفقري

مُدعيًا أنّ كلَّ شيءٍ بخير

قيدُ السيطرة

بينما تتساقطُ  كُرياتُ اللهب من فُوهة بركانٍ غيرِ مرئيّ

لتستقرَ في مُنتصفِ البطن تمامًا،

تصنعُ ألمًا لا نُخبر به العابرين

غير أنّ تقيؤَ الصباحِ  

كركرةَ المعدة  

والرغبةَ المتواصلةَ في استئصالِ تجويفِ البطنِ بمنجلٍ

تشي به ـ لا محالة.

 

لا نمارسُ الجنسَ مع أصدقائنا أو مَن نودُّ أن يكونوا كذلك

لأننا نعبر إليهم مُحمَّلينَ بأجزائنا التي لا نراها

أو تلكَ التي نراها جيدًا

ونخشى أن نخطُو إليها قَيدَ أُنمُلةٍ

بمفردِنا

فلا نعود.

 

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق