في عام 2017، اتخذتُ قرارًا بنشر أولى مجموعاتي الشعرية، سعيتُ لذلك بطموح الأطفال وحماستهم أن العالم سيستقبلني فاتحًا ذراعيه.
لم يحدث.
مارستُ ما أجيده حين تملؤني الخيبة، فعل التكوّر على الذات، تكديس النصوص في ملفاتٍ لاتغادر سطح حاسوبي، معاقبة عالم الشعر والشعراء والنشر بأن اختفي لكىّ يبحثوا عن الطفلة التي حملت نصوصًا لم يقرؤها أحد.
لم يبحث عني أحد !
استولى الشعر على وجداني، كنتُ أكتب على أطراف الصفحات البيضاء بينما أعقد اجتماعات إدارية في عملي الذي أحب.
كنتُ أجلس أتناول طعامي بينما يرقصُ في مقدمة رأسي صورة أود لو أني أُخرجها كعنقودٍ من الكلمات الخضراء،
تارة أفعل، وتارة أخرى أسحقها سحقًا قبل أن تولد.
بدوتً كمن ترقص رقصة شامانية على حافة الجنون.
مارستُ القسوة على كل ما أكتبه،
لم أكن أدرك أني بذلك أسمح لقسوة العالم بالخارج أن تتسلل بداخلي.
لم أكن يومًا امرأة يسحقها الخارج، فكيف سمحتُ لذلك أن يحدث!!
كيف سحقتني بكلتا يدىّ!
في بداية عام2021، كنتُ أكتشف مسارًا للرحمة حولي، والعالم، وكل شىء.
أعدتُ ترميم البيت بداخلي،
عقدتُ هدنة ممتدة مع الطفلة الخائفة بداخلي.
كنتُ أطفو في نهرٍ من المحبة والرحمة لم أتذوقه من قبل.
حملتني الموجة إلى أرضٍ يبدو أنّي أتجذر بها منذ أزمنة.
عدتُ لكل النصوص التي خبأتُها بعناية لكيلا تصل إليها يد أحدهم،
بينما أُردد كل لحظة "فلأجرب أن أؤمن بي اليوم"،
نزعتُ عن كل ما سطرتُ فعل القداسة،
تركتُ الهشاشة الإنسانية تتدفق كيفما تشاء.
أُرخيتُ قبضة يدي بعض الشىء،
أتعلم كل يوم، أن أمنح بعضًا منّي للخارج وألا أتوقف عن الإيمان بما لدىّ.
استمعُ لصوت أوراق الشجر أينما سرت،
وحده يخبرني أين سأيمم وجهتي،
واليوم، ها أنا "هنا".
أصل، لبعض الوقت.
وهذا يكفي
الآن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق