قصيدة منشورة على موقع الكتابة الثقافي بتاريخ 14 أغسطس 2018
موقع الكتابة الثقافي مُلتقي الكُتّاب العرب والمصريين.
خلف الستائر الداكنة يظهر طرفان لقدمىّ فتاة لونت أصابع يديها المنمنمتين باللون الأخضر.
عليك أن تتعلم كيف تخطو نحوها دون أن تثير بها الرغبة في ممارسة لعُبة الاختفاء لأعوامٍ ممتدة.
يُمكنك أن تقف هناك بمحاذاة الستائر فقط،
تأكد أن كركرة المعدة خوفًا لن تشي بك.
ستتعرف عليك هي أولًا من الرائحة،
في حياةٍ صادقة تصادقت مع ذئب الغابة قبل أن يتهموه كيدًا بالتهامها.
لن تُغريها الرائحة إلا بممارسة مزيدًا من التكوّر، فالانكماش، ثم التلاشي.
ربما بإمكانك اختبار إرسال رُسل طمأنة عبر ذرات الهواء.
الغناء مفيدٌ بعض الوقت،
في البدء ستشاركك الهرولة لمُلاحقة الصوت في أزّقة العنق،
ستصنع من أحبالكما الصوتية أُرجوحة ستدُهشك،
غير أنها- بطبيعة ما تمّ إرضاعها- ستوفر صوتها لحشوه لاحقًا في زوايا الفم،
مُخرجة ضحكاتٍ مثيرة تختبىء بها كيلا يشي بها الحزن.
يُمكنك أن تبدأ في اختراع قصةٍ خياليّة تتحول الوسادة القطنية إلى سحابةٍ ذاتِ عينين خضراويين.
يمكنك أن تدعوها لاختيار اسم للوسادة،
ستخرج حينها أحد رؤسها لتخبرك في عُجالةٍ أعرفها تمامًا.
يمكنك أيضًا أن تستعير قوس قزح لبعض الوقت،
سيمكنها حينئذ من توثيق تاريخ مشترك بينهما كاملًا في غمضة عين.
احرص أن تكون الحدوتة كما تقول الجدّة “حلوة مش ملتوتة”.
احرص أيضًا، أن تدع طرفَ خيطِ بكرةِ صوفٍ يتدحرج بينكما ببطء،
و أن إمساكها للخيط لن يُؤلمها بعد سنوات.
لن تعلم على وجه الدقة، متى ما يمكنك أن تضع قدمك أمام الأخرى لتزيح عنها ستائرها.
لاحظ حركتها المفرطة في مداراتٍ تطوف بلابوصلة،
ستشي بتململها بينما تستعذب لُعبة َالاختباء.
حين تتنهي من صلاةٍ ممتدة لتربط على قلبها من حزنها المقيم،
فقط حينئذ ستعُلن نفسها بالكليّة أمامك،
سيكون الضوء الغامر مؤلمًا لمن يفتح أجفانه كلّ يومٍ بحافة سِكين الفاكهة.
يُمكنك أن تجد ليدك موضعًا لتنبت أوراقًا خضراء،
انثرها فوق خصلات شعرها المبعثرة كياسمين هنديّ،
بصبرالمحبة المنسوج بينكما منذُ الرَحم،
قبّل فتاة حزينة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق