مقترح خط ساخن لتقديم الدعم النفسي
مما يجدر ذكره أن الدولة استجابت للنداء، وتمّ بالفعل تدشين خط ساخن تابع لوزارة الصحة.
كتبت: ريهام عزيز الدين
25 مارس 2020
في ديسمبر 2019 دشنت وزارة الصحة والسكان
مبادرة شديدة الأهمية وهى إطلاق خط ساخن لتقديم الدعم النفسي والاستشارات الداعمة
لمن تراوده أفكار انتحارية. تعد تلك الخطوة ترسيخًا لمسار يعيد وضع الصحة النفسية
والسلامة المعنوية في أولويات العمل وقت الأزمات الكبرى.
أتساءل لماذا لا يتم تفعيل نفس الخدمة في الوقت الحالي؟
إن ما يشهده الجميع من حالة الخوف الجماعي، أو الفردي من
مجهول لا يستطيع فهمه أو استيعابه أو القدرة على وضعه في إطار المنطق والسيطرة،
يجعل من الأهمية إعادة النظر في تفعيل تلك الخدمة او استحداثها إذا لزم الأمر.
البقاء في المنزل، والاهتمام بسلامة العائلة والمقربين
نفسيًا ومعنويًا لا يقل أهمية عن إتباع إجراءات السلامة والوقاية التي يتشارك
الجميع في المسئولية المجتمعية نحو تحقيقها.
البقاء في المنزل، قد يستجلب مشاعر متدفقة من الخوف أو
التوتر وفي بعض الأحيان قد يصل إلى نوبات الهلع الكاملة وبخاصة في حالة تشخيص أحد
أفراد العائلة بالإصابة. سيعاني الجميع من أعراض متفاوتة ودرجات مختلفة في الخوف،
الخوف من الإصابة بالمرض، الخوف من فقد شخص عزيز، الخوف من خسارة مادية وتوقف
الأعمال. كل تلك المخاوف لا يمكن إنكارها أو تشتيتها لأنها ستعود أكثر حدة وقسوة
وقد تمتد إلى ضعف المناعة الجسدية. أما إذا ما تمّ التعامل معها بأنها جزء من
طبيعة تدفق الطيف الانفعالي البشري الطبيعي، لا تسبب أى خطر، هكذ أرجو.
لا يخفى علينا تدني مستوى الوعى بالصحة النفسية في
المشهد حزمة الأولويات في إدراة الأزمات.لا يمكن لعين أن تخطىء مؤشرات هذا التدني
متجسدة في عدم مناقشة أمور وإجراءات السلامة النفسية ووضعها في وإجراءات السلامة النفسية وتخطي الأزمات الخانقة
دون أن تترك مثل تلك المشاعر ندبتها على الجسد او تسبب في إثارة ذعر جماعي قد
يتسبب في خسائر لن نستطيع تحمل تكلفتها بشكل فردي أو جماعي.
ولذا، أقدم اقتراحي بتفعيل خدمة خط ساخن مجاني وللجميع
لتقديم الدعم النفسي والتوعية باجراءات وممارسات يتم تطبيقها حول العالم للتعامل
مع نوبات الخوف، والتوتر الشديد ، وتجاوز نوبة الهلع.
زيارة الطبيب النفسي والتماس يد العون من متخصص هو ضرورة
وليس رفاهية، غير أني أرجو من خلال هذا الاقتراح أن نحقق تقدمًا إنسانيًا في
مسارنا نحو إدارة الأزمة الحالية بأن نمنح الجميع فرصة عادلة وحقيقية لكى نعبر فوق
نهر الخوف بأقل خسارة ممكنة.
وفيما يلي بعض من اقتراحات التشغيل وفق مقارنة سريعة بما
طبقته الدول الأخرى في ظل التعامل مع أزمة شديدة الخطورة:
1-
أن تكون وزراة الصحة والسكان بالتعاون مع وزارة التضامن
الاجتماعي المسئولتين عن تفعيل الخط الساخن لتقديم الدعم النفسي. من الأهمية بمكان
أن تتم إتاحة تلك الخدمة مجانًا للجميع.
2-
فتح باب التطوع من أفراد ومؤسسات المجتمع المدني
للمشاركة في تنظيم تشغيل الخط الساخن، هناك الكثير من الأفراد والمؤسسات والجمعيات
التي تطمح أن تلعب دورًا جوهريًا حقيقيًا في المشاركة في تخفيف توطئة ما يحدث.
3-
كما هو الحال في تصنيف مراحل الفيروس في حالة الاشتباه
والإصابة إلى ثلاث مراحل، يمكن تصنيف مكالمات تلقي الدعم إلى "ثلاث"
فئات
- الفئة الأولى "دعم خفيف": لمن يمروا بنوبة خوف
أو توتر عابرة غير أنه يصعب التحكم فيها بمفرده/ها.
- الفئة الثانية "دعم متوسط": تستهدف تلك الفئة
من يقومون بالاتصال بالخط الساخن الذي وفرته وزارة الصحة في حالة الاشتباه بالمرض.إن
طمأنة الفرد بشكل طبي على قدر من الأهمية، غير أن الطمأنة النفسية تتساوى مع ذلك،
حتى لا يفضي بنا الأمر إلى التكدس الشديد في المستشفيات من حالات يمكن القول أن ما
يحركها هو خوف وهلع شديدين وليس المرض.
- الفئة الثالثة "دعم نفسي متخصص": لمن تم
التشخيص بإصابته بالمرض، أو في انتظار أى نوع من التحاليل، ويتم تقديم الدعم هنا
للفرد ولعائلته، فكلاهما يقف عاجزًا أمام ما يمكن في الأيام التالية فور التشخيص.
4-
أن يتم تقديم الخدمة من خلال الهاتف، وإمكانية تقديمها
من المنزل. إن إبقاء شخص في نوبة خوف/ هلع/ توتر على الهاتف حتى يعود جسمه إلى وضع
السكون ليس أمرًا هينًا ويتطلب قدرة نفسية عميقة لكنه ليس بالأمر المستحيل أيضًا.
5-
اختيار من يقوم بتلك المهمة في ضوء معايير واضحة،
واقتراحي السابق بتمكين مؤسسات المجتمع المدني والأفراد ذوي الخبرات الهامة في
مجال ممارسة تمارين اليقظة والحضور والتهدئة عبر التنفس هو اقتراح لإزاحة العبء
ودعوة للمشاركة والمسئولية الاجتماعية.
أرجو أن يجد اقتراحي صداه للقائمين على الأمر، وأرجو أن
يقدم الإعلام فقرة كاملة يومية لطمأنة الناس وفق لالتزام بمعايير وممارسات السلامة
النفسية المعتمدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق